على الرغم من تفشي وباء كورونا، الذي أجبر الأممالمتحدة هذه السنة على عقد قسط مهم من الأسبوع رفيع المستوى للدورة ال 75 للجمعية العامة بشكل افتراضي، فإن الرئيس دونالد ترامب قد يتوجه الثلاثاء المقبل إلى نيويورك لمخاطبة هذا التجمع العالمي شخصيا واستعراض إنجازات سياسته الخارجية، قبل أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نونبر المقبل. وكان الرئيس ترامب ألمح الشهر الماضي إلى إمكانية حضوره لمقر الأممالمتحدة في شتنبر، على الرغم من أن الجمعية العامة قررت هذه السنة أن يتم تسجيل الخطابات، التي يلقيها عادة رؤساء الدول والحكومات، مسبقا وبثها خلال جلسات المناقشة العامة للجمعية. ويفسر المراقبون هذا الحضور المرتقب إلى نيويورك من قبل الرئيس ترامب، الذي يطمح إلى ولاية رئاسية ثانية ويواجه تحديا حقيقيا من قبل نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي للرئاسيات جو بايدن، على أنه يندرج ضمن إستراتيجية الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري لتسليط الضوء على إنجازات السياسة الخارجية لإدارته. ولذلك، ورغم أن زيارته لمقر الأممالمتحدة لم تتأكد بعد، فإن ترامب قد يتطرق، في حال حضوره، للتعامل الصارم الذي تبنته إدارته تجاه الصين وإيران، وهو خطاب يجد صدى لدى القاعدة الانتخابية للرئيس الجمهوري، لا سيما الجناح اليميني للحزب. والأكيد أن قاطن البيت الأبيض سيتباهى بالدور الرئيسي الذي لعبه في اتفاقي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وقد تم ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام لدوره في اتفاقي التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وهو خبر أعلنه البيت الأبيض بصخب كبير في وقت سابق هذا الشهر. بيد أن أغلب الاجتماعات والندوات التي ستنعقد في إطار الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ستتم افتراضيا أو بشكل افتراضي وحضوري في الآن ذاته لكن بعدد محدود من المشاركين. كما أن القاعة التاريخية للجمعية العامة، حيث ألقى الرئيس ترامب خطابه أمام زعماء العالم الآخرين خلال السنوات الثلاث الماضية، وبفعل إجراءات التباعد الجسدي، لن تكون متاحة للجميع، وسيقتصر الولوج إليها على ممثل كل دولة عضو (عادة السفير). غير أن الخطاب الذي سيلقيه الرئيس سيتم تناقله وبثه عبر القنوات التلفزيونية الأمريكية، وهو ما يعطي زخما للحملة الانتخابية لترامب، الذي يتخلف حاليا عن خصمه الديمقراطي في استطلاعات نوايا التصويت.