استمر بعض أكبر الحرائق في ولاية كاليفورنيا الأميركية السبت، ما أجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم، في وقت حذرت هيئة الأرصاد الجوية من توسعها نتيجة الصواعق. وضربت آلاف الصواعق كاليفورنيا في الأيام الماضية، ما أدى إلى اندلاع حرائق خلفت دخانا كثيفا غطى المنطقة. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأحد إن "الغرب الأميركي والسهول الكبرى تغطيها سحابة دخان واسعة بسبب حرائق الغابات المستمرة الممتدة من جبال روكي إلى الساحل الغربي". وأضافت "مع الجفاف الحاد (...) يمكن أي تؤدي العواصف الرعدية الجافة إلى حرائق إضافية هذا الأسبوع". وأتى أكبر حريقين على 240 ألف هكتار و565 مبنى. وغطى أحد الحريقين نحو 120 ألف هكتار بحلول صباح الأحد، ما جعله ثاني أوسع حريق في تاريخ الولاية. وحاول نحو 2600 عنصر إطفاء إخماد الحريقين، وأفاد مسؤولون أنه جرى احتواء بين 15 و10 بالمئة منهما. وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الجمعة "ببساطة، لم نر شيئا مماثلا منذ سنوات طويلة جدا". من جهته، قال عضو البرلمان المحلي في مقاطعة هيلسبرغ في سونوما لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" إن "عددا كبيرا من عناصر الإطفاء يعملون في الخط الأول منذ 72 ساعة، والجميع مرهقون". سجلت خمس وفيات على صلة بالحرائق الأخيرة، وقد عثر على أربع جثث الخميس، ثلاث منها في منزل محترق في منطقة ريفية في بلدة نابا. لكن العديد من السكان رفضوا أوامر الإجلاء. وقال جان نيومان (68 عاما) المقيم في نابا لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، "على الأقل نحن هنا، نعرف بالضبط ما يجري". وأضاف "العائلة قلقة، لكن الأمر مختلف قليلا عندما تكون هنا من البداية". تضررت أيضا محميات طبيعية. وأفاد متنزه "بيغ باسان ريدوود ستات بارك" أن بعض أبنيته التاريخية دمرت نتيجة النار. وأوضح المتنزه الذي يضم أشجار ريدوود العملاقة يتجاوز عمرها 500 عام أنه "تضرر بشدة". وتم إجلاء نحو 119 ألف شخص من المنطقة، يواجه كثير منهم صعوبات في إيجاد ملجأ، ويخشون الذهاب إلى المراكز التي أنشأتها السلطات خشية التعرض لعدوى فيروس كورونا المستجد. ولجأت بعض العائلات في مقاطعات جنوب كاليفورنيا للمبيت في مقطورات على امتداد المحيط الهادئ بعد فرارها من النيران القريبة من منازلها، فيما جرى حث السياح على مغادرة أماكن إقامتهم لتوفير مساكن للنازحين. وتواصل ولايات على غرار أوريغون ونيومكسيكو وتكساس إرسال طواقم إطفاء ومعدات مراقبة وتجهيزات لمكافحة الحرائق. لكن بالنظر إلى اتساع نطاق الكارثة، طلب حاكم الولاية دعما من كندا وأستراليا، التي تملك وفقا له "أفضل عناصر الإطفاء في العالم". وأشار إلى أن غالبية الحرائق تستعر في مناطق غير مأهولة، لكنها شملت في مختلف انحاء الولاية نحو 300 ألف هكتار، وهي مساحة تقارب حجم ولاية رود آيلند. ولا تزال رائحة الدخان ملحوظة في سان فرانسيسكو لليوم الثالث على التوالي، فيما حضت السلطات السكان على ملازمة منازلهم.