أكد مدير مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء مبروك ميلود أنه عقب الإعلان عن إعادة فتح مساجد المملكة، تم اتخاذ كل التدابير الصحية والتنظيمية الكفيلة بضمان سلامة مرتادي المسجد خلال الصلوات الخمس، وفق البروتوكول الذي وضعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال مبروك، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذا الخصوص، إن كل الأشخاص الذين يقصدون هذا المكان الفضيل للعبادة صاروا مطالبين بالالتزام الصارم بالتعليمات والتوصيات التي قررتها السلطات المختصة، حفاظا على صحة وسلامة الجميع. وأضاف أنه لحماية رواد مركب المسجد من زوار ومصلين ومرتفقين حرصت إدارة مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء على التعاون والتنسيق المستمر مع السلطات المختصة المحلية والوطنية لتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، التي تصدر عن هاته الجهات لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الصدد، أبرز مبروك أنه مباشرة بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن إعادة فتح المساجد للصلوات الخمس بصفة تدريجية ابتداء من يوم 15 يوليوز 2020، قامت إدارة مؤسسة مسجد الحسن الثاني بعدة إجراءات احترازية وصحية بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة الدارالبيضاءسطات و شركة "الدارالبيضاء للبيئة". وفي هذا الإطار، تمت عملية تعقيم واسعة همت قاعة الصلاة (رجال ونساء) وساحة وجنبات المسجد، للحد من تفشي الفيروس بين المصلين وزوار المسجد، وتفعيل عدة إجراءات تتعلق بالراغبين في أداء الصلاة بمعية طاقم تابع لمندوبية الشؤون الإسلامية بالدارالبيضاء شملت الجانبين التنظيمي والتحسيسي على السواء. ومن هذه الإجراءات، التي توخت بشكل أساسي ضمان راحة المصلين وسلامتهم، تنظيم عملية الدخول والخروج من المسجد، وتوفير آليات الحماية والوقاية من العدوى، علاوة على جمع المصاحف وحاملات المصاحف وسحب السبحات وأحجار التيمم، في حين تم الاكتفاء في قراءة الحزب الراتب بإمام المسجد ومقرئين اثنين في وقته دون حضور المصلين. وفيما يتصل بالمستوى التنظيمي، أشار السيد مبروك إلى أن مؤسسة مسجد الحسن الثاني اتخذت، بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة الدارالبيضاء- سطات، عدة تدابير شملت، بالخصوص، إعادة تهيئة قاعة الصلاة، وتحديد المداخل المخصصة لدخول وخروج المصلين لتفادي الازدحام، ووضع علامات على البساط ( الموكيت )، وتحديد أوقات ولوج المسجد ( 15 دقيقة قبل دخول وقت الصلاة ومباشرة بعد نهاية الصلاة يغلق المسجد )، إضافة إلى التعقيم اليومي لقاعة الصلاة بكل مرافقها مباشرة بعد كل صلاة. أما في ما يخص الجانب التوعوي والتحسيسي، فقد وضعت عند مداخل المسجد لوحات إرشادية تهم التدابير الوقائية للصلاة في المسجد الواجب اتباعها لتفادي الإصابة بالفيروس والحد من تفشي الوباء، وحث المصلين على عدم التوجه إلى المسجد عند ظهور أعراض المرض، وكذا الوضوء قبل التوجه إلى المسجد، واصطحاب سجادة خاصة، مع التشديد على ضرورة ارتداء الكمامة، وتعقيم اليدين بمدخل المسجد ( وقد تم وضع وسائل التعقيم رهن إشارة المصلين ). كما شملت القيام بقياس الحرارة بمدخل المسجد، والدعوة إلى احترام مسافة متر ونصف بين شخص وآخر، وتجنب المصافحة والازدحام والتجمع بالمسجد قبل وبعد الصلاة. وذكر السيد مبروك أنه تم تكليف عناصر تابعة لمندوبية الشؤون الإسلامية بالدارالبيضاء لتقديم كافة الإرشادات والشروحات للمصلين والإجابة عن كل تساؤلاتهم، والسهر على تقيد المصلين بكل هذه التدابير، مؤكدا أن كل هذه الإجراءات وجدت صدى طيبا وتفاعلا تاما لدى جل المصلين، وأيضا الزوار المحليين. ومن جهة أخرى، لفت مدير المسجد إلى أنه من خلال التتبع اليومي لوحظ تسجيل انخفاض في عدد المصلين بنسبة 70 في المائة في صفوف الرجال و85 في المائة لدى النساء، فضلا عن أن جل المصلين، إن لم نقل كلهم، يقطنون بالأحياء القريبة، ومع ذلك، فقد تم، حسب مسؤول المسجد، تسجيل الالتزام التام من طرف المصلين، وحرصهم الكبير على عدم الإخلال بالتدابير المتخذة في سياق هذه الأزمة الصحية العالمية. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت يوم 7 يوليوز الماضي عن قرارها بإعادة فتح المساجد تدريجيا ابتداء من صلاة ظهر يوم 15 يوليوز 2020، وذلك بعد استشارة السلطات الصحية والإدارية، مشيرة إلى مراعاة الحالة الوبائية المحلية وشروط المراقبة الصحية التي ستدبرها لجان محلية بأبواب المساجد. واستثنت الوزارة من هذا القرار صلاة الجمعة، حيث أكدت أن المساجد ستظل مغلقة بالنسبة لصلاة الجمعة إلى أن يعلن، في وقت لاحق، عن التاريخ الذي ستفتح فيه لأداء هذه الصلاة.