بعد ارتفاع تفريخ أعداد جديدة من بؤر تفشي فيروس كورونا في الأوساط المهنية والوحدات الصناعية كما حدث أخيرا في أسفي وقبلها طنجة بمصنع رونو، ثم منطقة لالة ميمونة، سؤال وحيد يتبادر إلى الذهن، من يتحمل المسؤولية فيما وقع، أرباب العمل، أم المستخدمين أنفسهم؟. وارتباطا بهذا، قال مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن المسؤولية الفردية والجماعية مفروضة، وان على المواطنين تحمل هذه المسؤولية من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية، عبر ارتداء الكمامات الواقية، واحترام التباعد الاجتماعي والنظافة، وتجنب الاكتظاظ. كما أشار إلى أن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا لا يجب أن يدفعنا إلى توقيف عجلة الاقتصاد، لكن يفرض علينا إعادة النظر في العديد من السلوكات وعدد من التقاليد والقيم الثقافية. من جهته، صرح الدكتور المنتظر العلوي، الكاتب العام الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في مقابلة تلفزيونية عن بعد، حول موضوع الوضع الوبائي أمام امتحان البؤر الصناعية والتجارية والفلاحية، أن من أسباب ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، توسيع دائرة التحاليل، دون إغفال التراخي الملحوظ خلال رفع الحجر الصحي، والمتمثل في عدم أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة، من قبيل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات في الأماكن العامة، مشيرا أن المرحلة الحالية تفرض على الجميع التعايش مع الوباء. كما حث الدكتور المنتظر على ضرورة التزام المهنيين بالإجراءات الاحترازية، مع تشديد الجهات المختصة على تطبيق شروط الوقاية والسلامة. معتبرا أن المغرب مازال متحكم في الوباء على اعتبار أن عدد الحالات الخطيرة للمصابين بالفيروس محدودة جدا مقارنة بدول أخرى، بالإضافة إلى أن 98 في المائة من الحالات النشطة لا تحمل أي أعراض ويذكر أن وزارة الصحة، أوصت من جديد أمس الأحد 5 يوليوز الجاري، بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة. وشددت رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، هند الزين، على أهمية استعمال الأقنعة الواقية بصفة مستمرة أثناء ساعات العمل وبشكل سليم، وغسل اليدين بشكل منتظم وشامل من قبل المستخدمين والزبناء، واحترام المسافة الآمنة بين العمال، والحرص على التباعد الجسدي داخل أماكن العمل بما في ذلك التنقل داخل الورشات والمكاتب. بالإضافة إلى الحرص على عدم الالتحاق بالعمل في حالة ظهور أعراض تنفسية كالحمى والسعال والعطس قبل التأكد من تشخيص الحالة وعدم ارتباطها بفيروس كورونا طبقا للإجراءات الجاري بها العمل.