ترأس السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، امس الإثنين في نيويورك، اجتماعا افتراضيا حول التحديات متعددة الأبعاد والمتداخلة في منطقة الساحل الوسطى. ويهدف هذا الاجتماع، الذي تم تنظيمه في إطار أعمال قسم الشؤون الإنسانية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الذي يرأسه السيد هلال، إلى دراسة السبل والوسائل الكفيلة بتلبية احتياجات الساكنة الهشة في هذه المنطقة والحد من المخاطر التي تواجهها، من خلال التعاون الوثيق بين الجهات الفاعلة في مجال الدعم الإنساني والتنمية وبناء السلام. وفي كلمته الافتتاحية، ذكر السفير بأن اختيار هذه المنطقة ينبع من الأهمية التي يوليها لها المغرب وجلالة الملك محمد السادس بشكل خاص. وأشار الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، إلى الخطاب الملكي الموجه إلى المؤتمر الأول للجنة المناخ الخاصة بمنطقة الساحل، والذي أكد فيه جلالته أنه يمكن للمنطقة أن تتحول إلى نموذج متقدم للتكامل الإقليمي، على المستويات الاقتصادية والبيئية والسياسية والبشرية. من جهة أخرى، استعرض هلال الوضع الإنساني في هذه المنطقة وتأثير انعدام الأمن والصراعات على تنميتها، مشيرا إلى أن منطقة الساحل الوسطى هي تذكير مهم بوعود الأممالمتحدة في إطار أجندة 2030 للتنمية ب"عدم ترك أي أحد متخلفا عن الركب" من خلال "مساعدة الفئات الأكثر حرمانا". وأكد، في هذا الصدد، على أن الطبيعة المتعددة الأبعاد للوضع في هذه المنطقة تتطلب تظافر جهود جميع الأطراف المعنية للتخفيف من معاناة السكان، داعيا إلى انخراط أكبر من قبل الشركاء في المجال الإنساني والإنمائي. وفي كلمة باسم نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أكد مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ونائب رئيس مجموعة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، أكيم شتاينر، أن منطقة الساحل الوسطى محاصرة بالنزاعات التي طال أمدها والتطرف العنيف والصراع على الأراضي والمياه النظيفة وتقلبات التغير المناخي. وأوضح أن هذه العوامل مجتمعة تولد احتياجات غير مسبوقة ونزوح قسري وانعدام للأمن الغذائي. وتميز هذا الاجتماع بمشاركة فاعلين ومسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم وزير العمل الإنساني وإدارة الكوارث في النيجر، لوان ماكاجي، ومفوضة الشؤون السياسية في الاتحاد الإفريقي، ميناتا ساميتي سيسوما، والأمين الدائم لمجموعة دول الساحل الخمس، السيد مامان سامبو سيديكو، وكذا المديرة العامة للحماية المدنية الأوروبية وعمليات الدعم الإنساني، بالاتحاد الأوروبي، باراسكيفي ميتشو. ومثل منظومة الأممالمتحدة في هذا الاجتماع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالنيابة ونائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجاسينغهام، والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، فيرا سونغوي، ومنسقة الأممالمتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في بوركينا فاسو، ميتسي ماكيثا.