يتوجه نحو مليون طفل فرنسي إلى مدارسهم من جديد، اليوم الثلاثاء، ثاني أيام رفع تدابير الحجر الصحي التدريجي والمعقلن، المنصوص عليه من طرف الحكومة. هكذا، أعادت آلاف رياض الأطفال والمدارس الابتدائية فتح أبوابها، مع الامتثال لقواعد النظافة الصارمة، والتي تشمل على الخصوص، الغسل المتكرر لليدين، وارتداء الكمامات الواقية بالنسبة للمدرسين، والاحترام "الدائم" للعادات الحاجزة الواقية، إلى جانب تقليص عدد التلاميذ في الفصول. والهدف من وراء ذلك، هو تجنب أي عودة محتملة للفيروس الفتاك. وحسب وزير التربية، جان ميشيل بلانكي، فإن البروتوكول الصحي المحدد من قبل الحكومة سيمكن من "استئناف العمل" بالمدارس الفرنسية، بعد أسابيع من التوقف المترتب عن وباء فيروس كورونا المستجد. واعتبر الوزير أن 1,5 مليون (من مجموع 6,7)، هو عدد التلاميذ المعنيين بهذا الدخول الذي سينفذ بانتظام طوال الأسبوع، لاسيما يوم الخميس بباريس وإيل-دو-فرانس. وبالنسبة للمدارس الإعدادية، فسيكون عليها البدء في إعادة فتح أبوابها ابتداء من 18 ماي، وذلك على نحو حصري في المناطق التي لا ينتشر فيها الفيروس بكثرة. ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فإن العودة إلى مقاعد الدراسة تعد "رهانا جوهريا" ضمن مسلسل رفع تدابير الحجر الصحي، بالنظر إلى أن الحكومة تعتزم التقليص التدريجي من قيود الحجر، الذي بدأ أمس الاثنين، مع إعادة فتح الكثير من المحلات التجارية. وهو ما يشكل "اختبارا" للسلطة التنفيذية الحريصة على القيام بهذا الإجراء على الوجه الأمثل، قصد استئناف البلاد لنشاطها وإعادة إطلاق الآلية الاقتصادية المتوقفة منذ عدة أسابيع. وفي أوساط آباء وأولياء التلاميذ ونقابات المدرسين، تحوم الكثير من الشكوك حول هذه الخطوة، التي يصفونها ب "المتسرعة"، في الوقت الذي لا زالت فيه فرنسا تكافح ضد الفيروس الذي خلف إلى حدود الساعة 26 ألفا و643 وفاة. وانطلاقا من تفهم مخاوف الآباء، تركت الحكومة لهم خيار إعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة من عدمه.