أعلنت الصين الاثنين تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد في ووهان، البؤرة الأولى لوباء كوفيد-19، فيما فرضت اجراءات العزل في مدينة في شمال شرق البلاد. وهذه الحالات الجديدة تزيد من المخاوف بان تكون الصين تواجه موجة ثانية من الإصابات رغم أن تخفيف القيود يتواصل في مناطق أخرى من البلاد. وتأكدت خمس حالات جديدة في منطقة سكنية في ووهان، بوسط الصين، حيث رصد الفيروس للمرة الأولى في أواخر السنة الماضية والتي خرجت من الإغلاق قبل أربعة أسابيع. وأصدرت السلطات أيضا أوامر بالعزل في المنازل وحظر سفر في شولان، المدينة التي تعد حوالى 670 ألف نسمة في شمال شرق الصين بعد تأكيد ثلاث إصابات جديدة فيها. وظهر الوباء أولا في أواخر السنة الماضية وانتشر في مختلف أنحاء ووهان ومقاطعة هوباي المجاورة ما أدى الى وفاة آلاف الأشخاص وإصابة العديد. وفرضت السلطات في ووهان تدابير مشددة جددا على السفر وحركة التنقل في ما بدا أنه محاولة ناجحة لوقف الوباء. وتم تخفيف الإغلاق في الأسابيع الماضية، وقال مسؤولون إن الوباء تحت السيطرة، مع السماح بالسفر من المدينة واليها. لكن السلطات أقرت الأحد باصابة شخص بالفيروس في ووهان وخمسة آخرين الاثنين. وقالت السلطات المحلية إن كل الحالات الجديدة هي من نفس المجمع السكني ومعظمهم من المسنين، فيما أقيل مسؤول في تلك المنطقة بسبب عدم بذل جهود "كافية" لاحتواء الفيروس. وهناك أيضا 11 حالة لمصابين لا تظهر عليهم عوارض المرض سجلت في مقاطعة هوباي. يشار الى ان الصين تسجل بشكل منفصل حالات المصابين، او المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض. وفي ما يشكل إنذارا من مخاطر حصول موجة ثانية بعد أسابيع من تراجع الحالات، تزايد عدد الإصابات في شولان. وأفاد التلفزيون الرسمي أن وسائل النقل العام وكذلك سيارات الأجرة والقطارات المغادرة من المدينة علقت الأحد، فيما رفعت مقاطعة جيلين إنذار الطوارىء إلى أعلى المستويات. وفرضت عاصمة إقليم جيلين حجرا صحيا لمدة 21 يوما واجراء فحوصات الحمض النووي بشكل إلزامي على كل الوافدين من شولان. وسجلت خمس حالات جديدة الاثنين في شمال شرق البلاد قرب كوريا الشمالية التي تؤكد عدم تسجيل أي إصابة. تأتي أنباء الإصابات الجديدة في مناطق انطلاق الفيروس، فيما بدأت عدة دول أوروبية المهمة الصعبة المتمثلة في الخروج من الإغلاق المفروض لوقف انتشار الفيروس. كما تأتي في الوقت الذي تخفف فيه الولاياتالمتحدة القيود على الحركة على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات الإصابة ومع غضب المواطنين من القواعد. وتسبب الفيروس حتى الآن بإصابة اربعة ملايين شخص في العالم و280 ألف وفاة وألحق شللا بالاقتصاد العالمي. وبلغ عدد الإصابات الإجمالي في الصين حوالى 83 ألفا مع أكثر من 4600 بحسب الحصيلة الرسمية. ولم تسجل أي وفيات على المستوى الوطني منذ حوالى شهر، فيما تعود الحياة الى طبيعتها تدريجيا في الصين بعد أشهر من التوقف. وفتحت متنزه "ديزني لاند" الترفيهي في شنغهاي الاثنين أبوابه، وأعطت السلطات الضوء الأخضر الأسبوع الماضي لإعادة فتح دور السينما والمراكز الرياضية في كافة أنحاء البلاد. وعاد معظم الطلاب الى المدرسة في بكين الإثنين بعد أسابيع من السماح بعودة طلاب المراحل الثانوية الأخيرة فقط في العاصمة. وواجهت الصين انتقادات في الداخل والخارج بسبب تقليلها من شان الفيروس واخفاء معلومات حول انتشاره حين بدأ في ووهان. وهناك شكوك أيضا حول الحصيلة الرسمية. لكن بكين تشدد على أنها شاركت معلوماتها على الدوام مع منظمة الصحة العالمية ودول أخرى بشكل منتظم.