طلب من حوالى 60 مليون ايطالي البقاء في منازلهم مع بدء روما تطبيق اجراءات غير مسبوقة في العالم لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد فيما أعلنت الصين التي كانت أول بؤرة لكوفيد-19 « السيطرة عمليا » على الوباء وخففت قيودها. وغداة تسجيل الأسواق المالية العالمية خسائر كبيرة الإثنين، استعادت بعض الانتعاش الثلاثاء. ومنذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في دجنبر بلغت الحصيلة الإجمالية للإصابات 114,151 حالة في 105 من الدول المناطق، وتسبب بوفاة 4012 شخصا، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس حتى الساعة 09,00 ت غ. وأقرت منظمة الصحة العالمية أن المرض يقترب من أن يصبح وباء عالميا. وعنونت الصحافة الايطالية الثلاثاء « الجميع في المنزل » و »كل شيء مغلق » بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي يوسع الى كل انحاء البلاد اجراءات الإغلاق الكبرى بعد أن اقتصرت الاحد على ربع سكان شمال ايطاليا. وكان كونتي مه د لهذا المرسوم بمؤتمر صحافي عقده في مقر الحكومة مساء الإثنين ودعا خلاله مواطنيه إلى « ملازمة منازلهم ». وبلهجة حازمة قال كونتي « سأوق ع مرسوما يمكن تلخيصه بالآتي:ألازم منزلي » مضيفا إيطاليا « بأسرها ستصبح منطقة محمي ة ». ويطلب المرسوم من جميع الإيطاليين « تجنب التنقل » باستثناء التوجه إلى العمل أو لاسباب متعلقة بالصحة. وتم إغلاق ساحة وكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان أمام السياح حتى الثالث من أبريل. ومنذ مساء الإثنين، في روما أو في نابولي شهدت المتاجر تهافتا وخصوصا على السلع الأساسية « مثل أيام الحروب » بحسب أحد البائعين. وقال أحد البائعين ويدعى ميشال في متجر في روما « المعكرونة وعلب صلصة البندورة وسمك التونة وورق الحمام في المقدمة … وطبعا سائل التعقيم ». وفي خضم تلك الإجراءات ألغت خطوط بريتش ايرويز كافة الرحلات إلى إيطاليا. كما علقت إسبانيا جميع الرحلات الجوية إلى إيطاليا حتى 25 مارس فيما قررت النمسا منع دخول المسافرين القادمين من الأراضي الإيطالية « ما لم تكن بحوزتهم شهادة من طبيب ». وطلب البابا فرنسيس من الكهنة « التحلي بالشجاعة للخروج وزيارة » المرضى المصابين بفيروس كورونا. وبذلك باتت ايطاليا، العضو في مجموعة السبع، أول دولة في العالم تعمم الاجراءات المشددة جدا في محاولة لوقف انتشار الفيروس. وهي ثاني دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد الإصابات والوفيات بكورونا المستجد ، إذ سج لت البلاد أكثر من تسعة آلاف مصاب بينهم 463 توفوا جر اء الفيروس. ويشبه هذا الإجراء ما قامت به الصين في مقاطعة هوباي التي بدأ انتشار الفيروس فيها في دجنبر الماضي وجرى فرض طوق صحي على 56 مليونا . لكن على عكس إيطاليا فإن الصين بدأت بتخفيف القيود. وفي دليل على بدء عودة الحياة في الصين الى طبيعتها، قام الرئيس الصيني الثلاثاء بزيارة الى ووهان عاصمة هوباي، والبؤرة الأولى لفيروس كوفيد-19. وتحدث شي إلى مرضى وطواقم طبية بالدائرة التلفزيونية المغلقة، وفق ما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية. وأعلن شي أنه « تمت السيطرة عمليا على انتشار مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مقاطعة هوباي وعاصمتها ووهان »، فيما أعلنت السلطات المحلية وعن رفع جزئي لإجراءات العزل التي فرضت على أهالي هذه المقاطعة منذ أواخر يناير. والثلاثاء تم الإبلاغ عن 19 إصابة جديدة فقط، وفقا للجنة الصحة الوطنية، وهو العدد الأقل منذ أن بدأت الحكومة احصاء الاصابات في 21 يناير. بعدما شهدت أسواق المال يوم « إثنين أسود » تحت وطأة الفيروس وتدهور أسعار النفط، سجلت البورصات الرئيسية انتعاشا صباح الثلاثاء مستفيدة من تحسن أسعار النفط وتفاؤل إزاء إجراءات مالية أميركية. وبدأت التداعيات الاقتصادية للفيروس بالظهور. فقد أعلنت شركة الخطوط النروجية عن إلغاء قرابة 3 آلاف رحلة بين منتصف مارس ومنتصف يونيو بسبب تراجع الطلب على السفر نتيجة للوباء. وكثفت دول العالم إجراءاتها لاحتواء انتشار المرض. ووافقت الحكومة اليابانية الثلاثاء على تدابير « لحالات الطوارئ » تسمح للسلطات بفرض إجراءات عزل واستحواذ على مبان لتحويلها مستشفيات. كما أعلن رئيس الوزراء شينزو آبي عن حزمة طوارئ جديدة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس بما في ذلك برامج إقراض بقيمة 15 مليار دولار لدعم المشاريع التجارية الصغيرة. ومن جهته حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا « لا زلنا في بداية هذا الوباء » في فرنسا حيث تم تسجيل أكثر من 1400 حالة إصابة و25 وفاة. أما إيرلندا فقد ألغت الاحتفال بعيد سانت باتريك في دبلن في 17 مارس، فيما حظرت سلوفاكيا القداديس في الكنائس وأغلقت تشيكيا المدارس. وأعلنت إيران عن 54 وفاة ناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات ال24 الماضية، في أعلى حصيلة خلال يوم واحد منذ ظهور وباء كوفيد-19 في هذا البلد الذي يعد من الأكثر تضررا في العالم. وسجل لبنان أول وفاة بين 41 إصابة، فيما أعلنت منغوليا عن أول حالة إصابة – لفرنسي وصل من موسكو. وأمرت السلطات القبرصية بإغلاق المستشفى الحكومي في نيقوسيا لمدة يومين بعدما تأكدت إصابة كبير جراحي القلب في المستشفى بالفيروس، فيما أعلنت سلطات الشطر الذي تحتله تركيا في شمال قبرص عن أول إصابة لسائحة ألمانية. وأغلقت السلطات القبرصية المدارس وحظرت التجمعات وأبقت على المعابر مغلقة مع شمال قبرص المحتل. وأكدت سلطات الكونغو الديموقراطية أول إصابة بالفيروس في العاصمة كينشاسا، لمواطن بلجيكي وصل قبل عدة أيام.