كشفت مصادر إعلامية إسبانية مؤخرا عن التقرير السري الصادر عن جهاز الاستخبارات الاسباني، الموجه إلى رئاسة الحكومة الاسبانية، والذي يؤكد رعاية قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية للتنظيمات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل جنوب الصحراء الإفريقية، وتوفير كافة أشكال الدعم واللوجيستيك للعناصر المقاتلة. كما كشفت المصادر ذاتها، أن التقرير الاستخباراتي نبه حكومة ماريانو راخوي إلى خطورة استمرار وجود مخيمات وسط الصحراء تتحكم في تسييرها عناصر من البوليساريو.
واقترح التقرير على حكومة مدريد دعم الحل السياسي العاجل للنزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية المغربية، بناء على المقترح المغربي القاضي بمنحها حكما ذاتيا موسعا شبيها بالتقسيم الجهوي المعمول به بإسبانيا.
وفي نفس السياق، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغايو المنظمات الإسبانية العاملة في مجال الإغاثة والعمل الخيري والإنساني إلى عدم التوجه إلى المناطق الصحراوية بما فيها مخيمات تندوف، مخافة اختطفاهم من طرف الجماعات الإرهابية واستعمالهم كرهائن، مؤكدا على خطورة الوضع الأمني بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، عقب التطورات التي شهدتها منطقة الساحل بعد التدخل الفرنسي والإفريقي في شمال مالي، و التدخل الجزائري العنيف ضد الجماعات الإرهابية التي احتجزت رهائن غربيين في منشأة الغاز في عين أمناس، مما أثار استياء الدول الأوروبية التي كانت تفضل تغليب منطق التفاوض عوض التدخل العسكري.
وأشار رئيس الديبلوماسية الإسبانية كذلك، إلى أن استهداف الرعايا الأوروبيين والغربيين في منطقة الساحل والصحراء أصبح إحدى وسائل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، للرد على التدخل العسكري الفرنسي بمالي، فضلا عن أن اختطاف الرهائن يشكل وسيلة أساسية للجماعات الإرهابية في إيجاد تمويل لأنشطتها، وهو ما يقلق حكومة بلاده و حكومات دول الاتحاد الأوروبي.
وأفادت صحيفة (الباييس) الإسبانية الأسبوع الماضي في موقعها الإلكتروني، أن مصالح وزارة الخارجية الإسبانية أجرت اتصالات مكثفة مع مواطنيها المتواجدون بدول الجزائر وليبيا ومالي والنيجر بغرض الاطلاع على أوضاعهم، ولم تقرر بعد ما إذا كانت ستعمل على ترحيلهم ونقلهم إلى خارج هذه المناطق لتجنب تهديدات مصدرها تداعيات التدخل الفرنسي في مالي.
ويذكر أن إسبانيا تدعم التدخل الفرنسي بمالي من خلال توفير سفينة عسكرية طبية تتواجد حاليا بالعاصمة السنيغالية داكار بغرض إسعاف جرحى مالي، إضافة إلى إرسال طائرة عسكرية من نوع سي 130 هركوليس لنقل الجنود.
ويشار إلى أن فضح عمليات الاتجار وتهريب المساعدات الغذائية زج في وقت سابق بمجموعة من الصحراويين، من بينهم أحمد بلوح حمو، في السجن لشجبهم أعمال المتاجرة في المساعدات الغذائية، وفضحهم تحويل تلك المساعدات لفائدة المقربين من قادة جبهة البوليساريو.