كشف تقرير سري لجهاز الاستخبارات الإسباني أن قيادة البوليساريو ترعى الإرهاب المنتشر في منطقة الساحل والصحراء، وتوفر له الإمداد بالعناصر المقاتلة والغذاء. وقال مصدر ل"المغربية" إن التقرير ينبه الحكومة الإسبانية إلى خطورة استمرار وجود مخيمات وسط الصحراء، تتحكم في تسييرها عناصر من البوليساريو، وأنه ينصح بالحل السياسي العاجل للنزاع المفتعل، بناء على المقترح المغربي القاضي بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا، شبيها بالتقسيم الإداري الإسباني، الذي يمنح للأقاليم الإسبانية حكما ذاتيا موسعا. وبناء على المعطيات المتوفرة في التقرير السري، دعا خوسي منويل غارسيا، وزير الخارجية والتعاون الإسباني، أمس الأحد، المنظمات الإسبانية العاملة في مجال الإغاثة إلى عدم التوجه إلى مخيمات تندوف، مخافة استعمالهم كرهائن لخطورة الوضع الأمني بالمنطقة، عقب التدخل الفرنسي في شمال مالي لمكافحة الإرهاب. وأشار الوزير الإسباني إلى أن استهداف الرعايا الأوروبيين في منطقة الساحل والصحراء أصبح إحدى وسائل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والمقربين منه، للرد على التدخل العسكري الفرنسي بمالي، فضلا عن أن اختطاف الرهائن يشكل وسيلة أساسية للجماعات الإرهابية في إيجاد تمويل لأنشطتها، وهو ما يقلق الدول الأوروبية. من جانب آخر، يعيش عشرات الآلاف من المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف أوضاعا مأساوية بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية، كما أن عددا كبيرا من الأطفال والنساء بالمخيمات يعانون أمراض فقر الدم نتيجة سوء التغذية، وعدم استفادتهم من المساعدات الإنسانية التي توفرها منظمات الإغاثة الدولية، بسبب تحريف مسار تلك المساعدات إلى السوق السوداء، الذي يضمن الإمدادات الأساسية للتنظيمات الإرهابية الناشطة هناك. وكشف مصدر من داخل مخيمات المحتجزين، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، في تصريح ل "المغربية"، أن سكان المخيمات على أبواب مجاعة حقيقية، بسبب سوء توزيع المساعدات الغذائية، وتحويل الجزء الكبير منها إلى التهريب عبر صحراء مالي، والاتجار بها في السوق السوداء، مبرزا أن المخيمات تعرف هشاشة وترديا لم يسبق لها مثيل. وأكد مصدر "المغربية" أن المحتجزين فوق التراب الجزائري يعانون نقصا حادا في المواد الغذائية الأساسية، رغم تدفق المساعدات الأممية، مشيرا إلى أن قلة قليلة من المحسوبين على قيادة البوليساريو هم من يحتكرون كل شيء، من السلاح إلى الغذاء، وأنهم لا يعملون على توزيع المساعدات الغذائية بشكل عادل ومتساو على جميع الأسر، ويستعملون سلاح الرفع من المساعدات الغذائية للأسر لتطويع المعارضين لسياستهم. يشار إلى أن فضح سوء توزيع المساعدات الغذائية زج، في وقت سابق، بمجموعة من الصحراويين، يتزعمهم أحمد بلوح حمو، في السجن لشجبهم أعمال المتاجرة في المساعدات الغذائية، وفضحهم تحويل تلك المساعدات لفائدة المقربين من قادة البوليساريو.