تتجند الأطر الصحية من أطباء وممرضين وعاملين بمختلف المؤسسات الاستشفائية في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس كورونا، بكل تفان وتضحية، على مدى ساعات طوال، رغم إدراكهم لخطورة التعامل مع خصم غير مرئي يمكن أن يوقع بينهم في أي لحظة. وتعيش هاته الأطر على مدار الساعة، حالة من التعبئة القصوى لاستقبال حالات الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، حريصة على أدق التفاصيل، لمساعدة المرضى على الاستشفاء مع جاهزية دائمة للتدخل حسب تطورات الوضعية الصحية للمرضى. هذا هو حال الأطقم الطبية بمختلف المؤسسات الاستشفائية التي تستقبل المصابين، ومنها مستشفى الأمير مولاي عبد الله بسلا، الذي عرف تطورا مهما جعل منه مركزا استشفائيا مرجعيا، يستقبل جميع الحالات، سواء التي تأكدت إصابتها بالفيروس أو الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض المرض قصد إجراء تحاليل مخبرية. ارتداء القفازات والكمامات والقناع الواقي لأكثر من 12 ساعة، مع الحرص على عدم الاحتكاك بالمريض طيلة ساعات التواجد بغرفته، هي أبرز مميزات الحياة اليومية لهاته الاطر في الفترة الحالية، فلا وجود لشيء اسمه استراحة، بل اتصالات مستمرة، وأخبار كل ثانية بشأن عدد الحالات المسجلة. ضغوط نفسية شتى تتعرض لها الأطر الصحية المجندة، مردها بالأساس إلى شروط العزل الصارمة، وضرورة ارتداء ملابس معينة لفترات طويلة، تقيد الحركة بشكل كبير، فضلا عن مخاوف من احتمالية العدوى ونقلها لأسرهم. وفي هذا السياق، أكدت، الطبيبة الأخصائية في الطب الاستعجالي بوشبيكة مريم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جميع الأطر الطبية والتمريضية والعاملين بالمستشفى في معركة يومية مع الوباء، يحتلون فيها الصفوف الأمامية رغم الصعوبات والمخاطر التي تحيط بهم. الطبيبة مريم، التي شددت على أن كافة العاملين في مجال الصحة يضحون بالغالي والنفيس لمحاربة هذا الفيروس، بعيدا عن أسرهم وأبنائهم الذي حرموا من رعايتهم خلال هاته الفترة العصيبة، ناشدت المواطنين المكوث في بيوتهم والالتزام بقواعد السلامة الصحية، وأخذ الأمور بجدية وعدم الاستهتار بالوضع الصحي الذي تمر منه البلاد. أما الأخصائية في طب المستعجلات والكوارث، مليكة بنسحموط، فقالت إن مستشفى الأمير مولاي عبد الله يستقبل ثلاثة أنواع من الحالات، يتعلق الأمر بالأشخاص المشتبه في إصابتهم بعدوى الفيروس الذين تجرى لهم التحاليل المخبرية الخاصة بذلك، والمرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لكن حالتهم الصحية مستقرة، ثم المصابين بالفيروس الذين تستدعي حالتهم الصحية الولوج إلى مصلحة الإنعاش. وأضافت أن الحالات تزداد يوما بعد يوم، مما يتطلب أن يلزم الناس بيوتهم وأن لا يغادروها إلا للضرورة القصوى مع ارتداء الكمامات، مهيبة بجميع الفئات التحلي بالوعي والتضامن والمسؤولية في هذه الظروف الصعبة، والالتزام بالتوصيات والنصائح الطبية. وتشدد كافة الأطر الصحية العاملة بالمستشفى على ضرورة التقيد بتدابير الحجر الصحي باعتباره السبيل الوحيد لمنع استفحال الوباء وتزايد أعداد الإصابات والخروج من هذه المعركة بأقل الخسائر. بدورها، وفي ذات السياق، أبرزت الممرضة سميرة مهراوي، رئيسية وحدة العزل بمستشفى الأمير مولاي عبد الله، التضحيات الجسام التي يقوم بها الأطباء والممرضون وتقنيو القطاع الصحي، معتبرة أنهم يضحون بسلامتهم ويمضون ساعات طويلة إلى جانب المرضى، غير مهتمين بحياتهم الخاصة ولا حتى برعاية أبنائهم، خدمة للمصلحة العليا للجميع. يذكر أن بنيات المستشفى الإقليمي الأمير مولاي عبد الله بسلا تعززت بوحدة جديدة للإنعاش الطبي، ستساهم في الرفع من الطاقة الاستيعابية لقسم الإنعاش بالمستشفى، وذلك في إطار المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة للتصدي لجائحة فيروس كورونا والتكفل بالمصابين به. وتتوفر الوحدة الجديدة على أحدث المعدات التقنية والتكنولوجية في مجال الإنعاش الطبي، ما من شأنه تخفيف الضغط المحتمل على المستشفى في حالة استقبال حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد.