ما كان محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، يعرف أن فيروس كورونا سيضرب إخوانه، ولو كان يعرف ذلك ما سماه "جند الله" التي سلطها علينا لتعاقب الناس العصاة، وها هي جند الله تدخل بخيلها ورجلها وتقتحم حصون الجماعة المنيعة، وتحطم هذا المفهوم وتترك الشيخ فاغرا فاه لا يلوي على شيء، فلا هو من أهل العلم ولا هو من أهل الدين. علمنا أن "مؤمنا" من جماعة العدل والإحسان يعمل سائق سيارة أجرة، لأنه مضطرا ليخرج للشارع للبحث عن قوت عياله عكس قادة الجماعة الذين ينعمون في الترف، أصيب بفيروس كورونا ونقله إلى شقيقه وهما اليوم يعانيان، كما أصيب محامي من الجماعة من "المؤمنين" الأشداء الذين ترافعوا في كل قضاياها التي عرفتها بالمحاكم، يعاني اليوم لوحده بين أيدي أطباء "المخزن" الخصم التاريخي للجماعة حيث يوجد في غرفة الإنعاش. هنا نحن أمام مفارقة غريبة. إما عبادي لا يفهم في العقائد وهو مجد مدعي بسيط، وبالتالي فيروس كورونا له خصائص أخرى يكتسب مناعته من الطبيعة، يا إما أنه فعلا جند من جنود الله يعاقب به العصاة من عباده وبالتالي فالجماعة تضم العصاة، الذين أصابتهم كورونا أو ستصيبهم لا قدر الله. كثير من الأتباع صدقوا أمين عام الجماعة، الذي يعتبر الشيخ المربي والمصحوب بلغة الجماعة، وبالتالي لم يكونوا خائفين من كورونا لأنهم جند الله وسيصيبون العصاة فقط، ولن يصبوا المؤمنين، لكن الله خيب ظنهم واقتحم فيروس كورونا حصونهم التي كانت فقط من قش الخيال.