خرج الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، بتصريح مثير للجدل حول انتشار فيروس كورونا، وذلك خلال كلمة في مجلس شورى الجماعة، وحسم أقوال العلماء والباحثين والخبراء والأطباء في عبارة واحدة، حيث اعتبر الفيروس نتيجة المعاصي التي يرتكبها الناس، وبالتالي فالفيروس هو عقاب من الله. العالم كل العالم وعلماؤه يبحثون عن العلاج، الذي يمكن أن ينقذ البشرية من الكارثة التي حلت بهم، بينما زعيم الجماعة لا يكلف نفسه عناء حتى الدعاء برفع البلاء، ولكن يحمل المسألة للبشرية، ويتهمها بارتكاب المعاصي، التي كانت سببا في البلاء، ناسيا أن هذا البلاء يصيب جميع الناس دون تمييز في العرق والدين والطائفة والمذهب، بل هو يخترق جميع الأديان وجميع الطوائف والفئات. ما ذهب إليه زعيم الجماعة مجرد تخريف خطير وقدرية تجعل أيدي الناس مكثفة، لأنه لا يمكن مواجهة الأقدار الإلهية بهذا المعنى الذي يذهب إليه الرجل الأول في جماعة مفروض فيه توعية المواطنين والتطوع لفعل الخير، واعتبار ان لكل داء دواء، وهذه حكمة ربانية قبل أن تكون إنسانية. ما ذهب إليه عبادي افتراء على الله قبل البشر، لأن الآيات الكريمة، التي جاءت في سياق القضاء والقدر، ليس لها الفهم الذي يذهب إليه فقيه الجماعة وعالمها الكبير، الذي يفهم الدين بأقل ما يفهمه آخر مسلم. حيث الدين لا يفرق بين الإيمان بقدر الله وبين اتخاذ الإجراءات اللازمة والبحث عن الأسباب المؤدية لهذا المرض.