شهدت جنوب إفريقيا، خلال عام 2019، زيادة مقلقة في حالات الاختطاف، ما دفع مصالح الشرطة بها الى رفع مستوى التأهب، بحسب تحقيق نشرته بوابة "سيتي بريس" اليوم الاثنين. ونقلت البوابة عن ضابط كبير في شرطة جنوب إفريقيا تأكيده أن مصالح الأمن ترزح تحت ثقل عدد من قضايا حالات الاختطاف التي تجري بغرض الحصول على فديات. وبحسب الضابط، الذي رفض الكشف عن هويته، فإن مثل هذه القضايا باتت تشكل تهديدا للأمن القومي، غير انها لا تعتبر ذات أولوية قصوى لدى مصالح الشرطة، خاصة وأن العديد من عمليات الاختطاف لا يتم التبليغ عنها، موضحا أن أسر الضحايا أ جبرت، في عدة حالات، على عدم إخطار الشرطة بسبب تهديدات الخاطفين"، وبالتالي رضخت لدفع ما طلب منها من فدية دون إشراك هذه المصالح. وعلى صعيد آخر، كشف تحقيق "سيتي بريس" عن تورط عدد من أفراد مصالح شرطة جنوب إفريقيا في عمليات الاختطاف، مسجلة أن ما لا يقل عن 14 ضابطا من جنوب إفريقيا تم اعتقالهم عام 2019 لتورطهم المزعوم في هذه الجرائم. وقال الضابط، الذي حاورته "سيتي بريس"، إن بإمكانه التأكيد دون تردد أن عددا من ضباط الشرطة تم اعتقالهم بتهمة التواطؤ مع عصابات الاختطاف، مسجلا أن سلطات جنوب إفريقيا، لا تمتلك أرقاما دقيقة عن عدد عمليات الاختطاف التي تقدر أرقام الفديات التي دفعت فيها بملايين الراندات. ومن جهة أخرى، لفت التحقيق الى أن أجهزة المخابرات في جنوب إفريقيا تعاني من نقص في الموارد المادية والبشرية ما يجعلها دون القدرة على مواجهة هذا النوع من الجرائم، ويدفع بها أمام تزايد عمليات الاختطاف الى تبني نهج تفاعلي بدل أن يكون استباقيا، ملاحظا أن أثرياء جنوب إفريقيا والأجانب، خاصة الباكستانيين والهنود والآسيويين، هم عموما الهدف الرئيسي لعصابات الاختطاف.
ووصف ضابط آخر من جنوب إفريقيا هذه العصابات بأنها مجموعات منظمة جيدا، ولها صلات بعصابات في بلدان أخرى. وأنها تستخدم وسائل اتصال متطورة للغاية لارتكاب جرائمها، مضيفا أن مصالح الأمن في جنوب إفريقيا تتوقع زيادة مستمرة في عمليات الاختطاف. وسجلت "سيتي بريس" أن المصالح الأمنية بجنوب إفريقيا تشعر بالقلق من احتمال أن تدخل هذه العصابات في تحالفات مع مجموعات إرهابية، مستحضرة أمثلة لحالات اختطاف طالب الخاطفون فيها بفديات تصل الى 5 ملايين دولار أمريكي. ولفت التحقيق الى أن مدينة جوهانسبورج، القطب الاقتصادي والمالي، وموطن إقامة عدد من الأجانب، تشكل بامتياز المركز الرئيسي لعمليات الاختطاف بجنوب إفريقيا. ومن هذه الزاوية، يظل انعدام الأمن إحدى المشاكل الخطيرة التي تشوه صورة جنوب إفريقيا، حيث صنفها تقرير حديث، صادر عن مجموعة الاستطلاعات العالمية "غالوب" في المرتبة الخامسة من بين دول العالم الأكثر خطورة، فيما أظهرت الأرقام الرسمية، الصادرة في شتنبر الماضي، تسجيل ارتفاع متواصل بها في عدد الجرائم الخطيرة؛ من قتل واختطاف واغتصاب خلال العام المالي (2018-2019). يشار الى أن جمهورية جنوب إفريقيا تشهد يوميا مقتل ما يقرب من 60 شخصا، ما يجعلها من بين الدول الأعلى من حيث معدلات الجريمة.