تم استدعاء مندوب تونس الدائم لدى الأممالمتحدة، المنصف البعثي، بشكل مفاجئ إلى بلاده، لإنهاء مهامه بعد أربعة أشهر من تعيينه ممثلا للدولة لدى المنظمة الدولية في نيويورك. وحسب ما ورد في جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، قال أحد المصادر، شريطة عدم الكشف عن هويته: "تم استدعائه إلى تونس لإنهاء مهامه، ربما فيما يتعلق بمشروع قرار فلسطيني يدين خطة "صفقة القرن"، فقد ذهب أبعد مما كان يريده الرئيس في ملف الشرق الأوسط". وأضافت "تم رحيله في حالة طارئة ولم يحضر يوم أمس الاجتماع الذي نظمته الولاياتالمتحدة بين جاريد كوشنر، مهندس خطة السلام الأمريكية، ومجلس الأمن". يذكر أن المنصف البعثي دبلوماسي متمرس في مجال عمله ويحظى بتقدير نظرائه، عندما طلب منه عام 2019 العودة إلى الخدمة ليصبح سفيرا لدى الأممالمتحدة لمدة عامين من وجود تونس عضوا غير دائم في مجلس الأمن. لكنه وفي فترة تقاعده السابقة، بقي نشيطا جدا في الأوساط الدبلوماسية كرئيس للجمعية التونسية للأمم المتحدة. ورجحت بعض المصادر أن يكون قرار الإقالة تم اتخاذه بعد ساعات قليلة من تقديمه مشروع قرار تونسي -عربي لمجلس الأمن لإدانة ما سمي بصفقة القرن وذلك قبل أيام من حضور الرئيس محمود عباس لمخاطبة مجلس الأمن بمناسبة التداوال في مشروع القرار الأممي. وأكدت نفس المصادر أن البعتي دافع بشكل كبير على فلسطين وجهّز خطابا حماسيّا، مما أغضب "على ما يبدو" الولاياتالمتحدةالأمريكية التي قد تكون ضغطت على تونس لتغيير منصف البعتي وإقالته من منصبه . وفي ظلّ ما تردّد من ضغوطات أمريكية مورست على رئاسة الجمهورية، تضيف ذات المصادر، فإن وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية مطالبة في أقرب وقت بإنارة الرأي العام حول مدى صحة هاته الإقالة واسبابها ومدى تأثيرها على حضور تونس ومصداقيتها على المستوى الأممي.