تمكنت السلطات الأمنية المغربية، بتنسيق مع نظيرتها بدولة الإمارات العربية المتحدة، من توقيف المتهم رقم واحد ضمن شبكة الكوكايين، التي تم تفكيكها مؤخرا بالهرهورة، وذلك بإحدى المدن الإماراتية. وأوضحت مصادر موثوقة أنه تم نقل المعني بالأمر إلى المغرب، حيث يخضع للتحقيق من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي تولت تتبع حيثيات هذه القضية. ووفق المصادر ذاتها، فإنه بعد التحقيق، الذي قد يطيح برؤوس جديدة، سيتم إلحاق المتهم رقم واحد بالعشرة الباقين "المبشرين" بسنوات من السجن، حسب التهم الثقيلة الموجهة إليهم. وكانت الفرقة الوطنية قد أحالت صبيحة السبت المتهم المذكور، على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر تمديد فترة الحراسة النظرية لمزيد من البحث والتحري. ومر إلى حدود الآن شهران على تفكيك الشبكة المذكورة، ظل خلالها المتهم المذكور مختفيا عن الأنظار إلى أن أسقطه التعاون الأمني بين البلدين. وبموازاة التحقيقات التفصيلية، التي يجريها قاضي التحقيق باستئنافية الرباط مع باقي المتهمين، يتوقع المتتبعون لهذا الملف أن تسفر التحقيقات الأولية مع العقل المدبر للشبكة عن تطورات جديدة. وما زالت الأخبار عن ملكيته لسلسة مطاعم بالرباط غير مؤكدة، خصوصا تلك التي كان يسيرها الشرطي المعزول، الذي عثرت الفرقة على الوطنية على كمية الكوكايين بمنزله، والذي ظل بدوره هاربا إلى أن أسقطته تحريات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمدينة الناظور. المتهم الموقوف بالإمارات، وحسب إفادات بعض الموقوفين الأولية، كان دائم التبجح بعلاقاته بمسؤولين بالرباط، الذين يقضي معهم بعض الأوقات في أفخر المطاعم بالرباط، ويعتبر المتهم رقم 11 في هذا الملف بعد اعتقال 10 متهمين بينهم فتاة . وكان قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة بمحكمة الاستئناف بالرباط المكلف بالتحقيقات التفصيلية مع المتهمين في هذه النازلة، أفرج الأربعاء الماضي عن الفتاة المتهمة في الشبكة، وقرر متابعتها بالتهم المنسوبة إليها في حالة سراح. ومن المتوقع أن تكون قد حصلت على تنازل من زوجها عن تهمة الخيانة الزوجية، حيث تم ضبطها بمدينة الدارالبيضاء في حالة تلبس، وهي الواقعة التي أسفرت عن تفكيك الشبكة المذكورة واكتشاف كمية المخدرات المحجوزة. وكانت التحريات أطاحت بمتهم آخر في هذا الملف، وقد تم عرضه على النيابة العامة المختصة التي قررت إيداعه سجن العرجات مساء الجمعة الماضي، من أجل إلحاقه بالموقوفين السابقين، في انتظار أن تتوضح كل الخيوط المرتبطة بهذه القضية، خاصة في ما يرتبط بهوية المالك الحقيقي لكمية الكوكايين الضخمة التي تم حجزها، وهي القضية التي قد يكشف عنها التحقيق مع المتهم رقم واحد الذي تم توقيفه بالإمارات. وكانت عملية أمنية مشتركة باشرتها عناصر الشرطة القضائية بكل من مدينتي تمارة والدار البيضاء، قبل شهرين تقريبا، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد اسفرت عن حجز 476 كيلوغرام من مخدر الكوكايين داخل شقة بمنطقة الهرهورة. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن الأبحاث الأولية أسفرت عن توقيف شخص وسيدة بمدينة الدار البيضاء، يبلغان من العمر 40 و38 سنة، وذلك قبل أن تقود التحريات إلى تحديد الشقة التي تم تسخيرها لتخزين كميات الكوكايين، والتي مكنت عمليات التفتيش المنجزة بداخلها من حجز معدات ومنقولات إضافية، عبارة عن بندقية صيد و19 خرطوشة من عيار 22 ملمتر، ومبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأوروبية، وقنينة غاز مسيل للدموع، و12 ساعة يدوية باهظة الثمن، و10 قطع مختلفة من المجوهرات، وكاميرا رقمية، وثلاثة دفاتر شيكات، وسند لأمر يتضمن مبلغا ماليا قيمته مليون و20 ألف درهم، فضلا عن وثائق سفر وسندات هوية في إسم الغير، وسيارة رباعية الدفع.