وضع نور الدين داحن، قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، أول أمس ملف المكتب الوطني للمطارات في غرفة الجنايات الابتدائية المختصة في جرائم الأموال باستئنافية البيضاء، وهو الملف الذي يتابع فيه عبد الحنين بنعلو ومدير ديوانه ومدير الصفقات العمومية، ومجموعة من الأطر التي كانت تعمل بالمكتب، وأصحاب شركات. ويتضمن الملف المحال على القضاء 1400 صفحة تتعلق بالمتهمين، الذين هم رهن الاعتقال، بتهم اختلاس أموال عمومية واستغلال النفوذ وصنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها، وتلقي فائدة عن طريق القيام بعمل صوري.
كما تضمن قرار الإحالة تهما طالت وديع ملين، مدير الصفقات العمومية، الذي يتابع بجناية اختلاس وتبديد أموال عمومية، وعبد الرحيم بوطالب، رئيس قسم الموظفين، ورشيد المساعدي الكاتب العام بالمكتب الوطني للمطارات، اللذين وجهت لهما تهمة تبديد أموال عمومية، وصلاح الدين جدو رئيس فرع التوظيف، والجيلالي الحمداني وحسن فرحات وإبراهيم الخليفي وعبد الكريم الإدريسي مديرون بالمكتب، ومحمد البشير العراقي مستخدم في الشركة العامة للأشغال التي كلفت ببناء المحطة رقم 2 بمطار محمد الخامس، بتهمة المشاركة في اختلاس أموال عمومية، فيما توبع عبد العالي الفاحولي الخازن المكلف بالأداء بتهمة استغلال النفوذ.
ويذكر أن قاضي التحقيق، وحسب قرار الإحالة ذاته، قرر عدم متابعة الحسن الرغيلي الموظف بالمكتب الوطني للمطارات، وحميد سعيد بشبوك وهو صاحب شركة، ونبيل أبو العمائم صاحب شركة، بتهم تبديد أموال عمومية.
ويشير صك الاتهام إلى العديد من الخروقات التي ساهمت في تبديد مبالغ مالية، نظير تأسيس شركات وهمية من أجل الحصول على بعض الصفقات التي سبق لمكتب المطارات أن أوفتها، واستفاد منها بنعلو ومدير ديوانه كما هو الشأن مع الصفقة رقم 04 .35 التي استفادت منها شركة "بانورمابيت" التي فازت بصفقة انجاز دراسة حول التواصل بالمكتب الوطني للمطارات.
وللإشارة فان من بين التهم الموجهة لبنعلو ومدير ديوانه تأسيس جمعيات وهمية من أجل الاستفادة من بقع أرضية بايفران بأثمنة رمزية، كما تمكن القاضي داحن من خلال بحثه في الملف من ملامسة العديد من الخروقات منها توظيف أشخاص دون توفرهم عن الكفاءة اللازمة والإدلاء بشهادات مزورة، فيما شابت خروقات العديد من المشاريع التي تم تفويتها لشركات لم تراعي دفتر التحملات، كما اتضح من خلال التحقيق أن الهدايا التي كان يقتنيها بنعلو كانت ذات أثمنة عالية، فيما لم يعرف مصدر البعض الآخر منها.