رغم اختيار رئيس منتخب، وتشكيل حكومة جديدة، وبدء دعوات لتعديلات دستورية، ما يزال الجزائريون مصرين على الضغط أكثر عبر المظاهرات لإنهاء وجود وسيطرة العسكر على الحكم بالبلاد. وخرج آلاف المتظاهرين في عدة محافظات جزائرية، أمس الجمعة، وفي مقدمتها العاصمة، رغم الجو الماطر بأغلب مدن الشمال، رافعين ذات الشعارات المطالبة بالتغيير الجذري للنظام، والقطيعة مع ممارسات العهد السابق. وردد متظاهرون توافدوا على كبرى شوارع وسط المدينة، مثل عسلة حسين وديدوش مراد، شعارات من قبيل: "ماناش حابسين (لن نتوقف)"، و"سيادة شعبية" و"جرائر حرة ديمقراطية"، و"عدالة مستقلة والحرية للمعتقلين"، و"اسكاس أمكّاز..والحراك راهو لاباس"(سنة امازيغية سعيدة والحراك بخير) .. كما حضرت الشعارات حول التعديل الدستوري؛ حيث رفع متظاهرون لافتات كتب عليها "مطالب الحراك: تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية والفصل بين السلطات ومراجعة قوانين العهد السابق". والأربعاء، كلف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لجنة خبراء من 17 عضوا، لإعداد مسودة تعديل دستوري في ظرف ثلاثة أشهر وصفته الرئاسة ب"العميق"، على أن يتم عرضه على استفتاء شعبي بعد نهاية التشاور بشأنه. فيزيائي النازا نور الدين مليكشي يشارك في المسيرة 47 بشوارع الجزائر كما أعلنت الرئاسة الجزائرية، أول أمس الخميس، انطلاق لقاءات تشاورية مع شخصيات وأحزاب ومنظمات محلية حول الوضع العام للبلاد وورشة التعديل الدستوري، وذلك بعد استقبال الرئيس عبد المجيد تبون للوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، أحد رموز المعارضة. وقال بيان للرئاسة إن هدف اللقاءات "بناء الثقة التي تعزز التواصل والحوار قصد إقامة جبهة داخلية قوية ومتماسكة، مما يسمح بحشد الطاقات والكفاءات الوطنية، واستدراك الوقت الضائع، لتشييد دولة مؤسسات تكرس فيها الديمقراطية التي تجنب البلاد أي انحراف استبدادي".