يسابق النظام الجزائري الزمن، من إطلاق العديد من معتقلي الحراك الشعبي وتسريع وتيرة معالجة ملفات آخرين، وهو ما اعتبره نشطاء وحقوقيون وسياسيون متابعون، بأنها محاولة من السلطة لتهدئة الشارع. ويسعى النظام الجزائري من خلال هذه الإجراءات، إلى التمهيد لخطوة أخرى تتمثل في فتح حوار مرتقب يطلقه الرئيس عبد المجيد تبون، رغم الرفض القاطع الذي يلقاه الرئيس وحكومته م قبل الحراك الشعبي الذي يطالب برحيل النظام وكل رموزه.. يشار إلى أن الشارع الجزائري لايزال يطالب بإطلاق سراح المعتقلين الذين زج بهم في السجن بسبب معارضتهم لنظام العسكر او رفعهم للرايات الامازيغية خلال مسيرات الحراك الشعبي، وهو ما تم تسجيله خلال المسيرات الأخيرة، خاصة يوم الجمعة الماضية تزامنا مع الاسبوع السادس والأربعين منذ انطلاق الحراك يوم 22 فبراير 2019. يشار إلى أن "معتقلي الرأي" في الجزائر، وبصورة لافتة، بدأوا يخرجون تباعا من السجون، سواء عبر قرارات الإفراج أو تسريع المحاكمات، بطريقة توحي بأن ثمة نية لتسوية هذا الملف قبل إطلاق الحوار الذي وعد به الرئيس الجديد. وكان في مقدمة المفرج عنهم، المجاهد لخضر بورقعة، الذي فوجئ محاموه بقرار قاضي التحقيق إطلاق سراحه، بعد محاولات حثيثة في السابق باءت كلها بالفشل. ولقي بورقعة تعاطفا واسعا من الجزائريين، حيث كان المتظاهرون يرفعون صوره في مسيرات الحراك الشعبي، خصوصا في الفترة الأخيرة التي تدهورت فيها صحته ما اضطر إدارة السجن إلى نقله إلى أكبر مستشفى في العاصمة الجزائرية. وقال بورقعة في أول تصريح له من بيته، إن أول ما سيقوم به هو زيارة البريد المركزي، في إشارة إلى أنه لا يزال متمسكا ومؤمنا بالحراك الشعبي رغم قضائه أكثر من 6 أشهر في السجن معزولا عن العالم الخارجي. وأوضح عبد الغني بادي، محامي المجاهد بورقعة، أن موكله من الناحية القانونية استفاد من الإفراج، لكنه لا يزال متهما وستتم محاكمته بخصوص تصريحاته التي تحدث فيها عن الجيش. وأبرز بادي أن ملف المجاهد بورقعة لم يكن يتطلب كل هذا الوقت ما دام الأمر يتعلق بتصريحات فقط، مشيرا إلى أنه يأمل في أن يتم إنصافه ويحصل على البراءة خلال محاكمته. من جانبه، استفاد الجنرال المتقاعد، حسين بن حديد، من الإفراج، وهو المتهم بإضعاف معنويات الجيش بعد نشره مساهمة في جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية يتحدث فيها عن واجب قيادة الجيش إزاء الحراك. كما تم إطلاق سراح النشطاء بوعلام الغاز ولعموري بلعميدي والوافي تيقرين من قبل محكمة سيدي امحمد بالعاصمة. ومن قسنطينة بالشرق الجزائري، اُعلن أيضا عن اعتقال الصحفي والمدون المنجي خلادي، وهو أحد أبرز نشطاء الحراك بالمدينة وعرف عنه حضوره الإعلامي الكثيف في القنوات للدفاع عن مطالب المتظاهرين. وينتظر أن يطلق سراح عدد من شباب منظمة "راج" التي يوجد أبرز المنتمين إليها في السجون، بعد أن برمجت على عجل قضاياهم، علما أن معظمهم متابع بتهم تتعلق بمنشوراتهم على فيسبوك أو نشاطهم الميداني في الحراك. ولايزال كرم طبون، أحد ابرز نشطاء الحراك، قبع في السجن رغم مطالب الحراك المتكررة بإطلاق سراحه..