تحمل الساعات المقبلة عدة مفاجآت في قضية حمزة مون بيبي، ولا تستبعد المصادر أن يتم اعتقال دنيا باطمة وشقيقتها ابتسام وإيداعهما السجن بمراكش، خاصة بعدما حاولت دنيا الفرار الى البحرين رغم الطعن الذي تقدمت به النيابة العامة في قرار قاضي التحقيق متابعتها في حالة سراح، وعدم تجريدها من جواز السفر وإغلاق الحدود في وجهها. ومع مرور كل يوم تتناسل خيوط قضية الحساب الوهمي "حمزة مون بيبي"، ولازال البحث جاريا من أجل الوصول إلى كل المتورطين فيه، ومن يقف وراءه، بعد الطعن في متابعة الفنانة دنيا باطما وشقيقتها في حالة سراح، وتغريمهما كفالة مالية قدرها 40 مليون سنتيم، ومنعهما من مغادرة التراب الوطني. وتعود خيوط القصة الكاملة لما باتت تعرف بقضية "حمزة مون بيبي" إلى أشهر مضت، إثر شكاية تقدم بها المركز المغربي لحقوق الإنسان، لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش، وشكايات سابقة وضعت قبل فترة خلت بسبب الابتزاز والتهديد والنصب والاحتيال وتشويه سمعة فنانات ب"تدوينات" تحمل عبارات نابية والمساس بالحياة الخاصة للعديد من المشاهير ورجال الأعمال، من بينها شكاية وضعتها مصممة أزياء ملقبة ب"سلطانة"، كشفت تورط بعض الأشخاص في الحسابين المثيرين للجدل "أدمين حمزة مون بيبي" و"حمزة مون بيبي"، من بينهم شخصيات معروفة بمواقع التواصل الاجتماعي، ليتم الاستماع إليهم، وعلى رأسهم كل من الفنانة دنيا باطما وشقيقتها. وانطلق فك لغز هذه القضية مع توقيف شاب يدعى "أ.ع"، من مدينة أكادير، وهو بصدد مغادرة المغرب، ليتابع في حالة اعتقال بسجن الوداية بعد الاستماع إليه وحجز حواسبه وهواتفه وثبوت تورطه في الحساب المذكور؛ وبعد مرور أيام قليلة على اعتقاله، تم توقيف سكينة "غلامور" بمطار محمد الخامس، ليتم الاستماع إليها بخصوص علاقتها بالحساب الوهمي؛ وبعد إخضاع رقمها للاستغلال التقني تم اكتشاف رقم شاب مسجل بهاتفها باسم "أدمين حمزة مون بيبي"، ليتم توقيفه هو الآخر بمدينة القصر الكبير، وعقب البحث والتحقيق المعمق معه اعترف بعلاقة الصداقة التي تجمعه ب"غلامور"، وأقر بالتخلص من هاتفه النقال بشاطئ العرائش لكونه يحتوي على محادثات ورسائل توثق علاقته بالحساب الوهمي المثير للجدل بعد علمه ببحث الشرطة. وبعد مراجعة التحويلات الخاصة بالشاب "أ.ع"، اتضح أنّه توصل بحوالات مالية من قبل نساء داخل المغرب، كنّ على علاقة غرامية بالمعني بالأمر، وكان يبتزهن ويهددهن بنشر صورهن الحميمية. وبعد الأبحاث والتحريات المنجزة من طرف المكتب الوطني لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة بخصوص استهداف مجموعة من الأشخاص بالسب والقذف والتشهير والمس بالحياة الخاصة من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تم استدعاء تسع فتيات بغرض البحث معهن، حضرت أربع منهن، وأكدّت إحداهن أنّها كانت من ضحايا النصب والابتزاز الجنسي، إذ كان المعني استعار منها هاتفها النقال، ثم استغل صورها. السيناريو ذاته تكرر مع شابة مطلقة كان قد وعدها الموقوف بالزواج، مدعيا أنه موظف في وزارة السياحة، ما دفعها إلى مساعدته مرات عديدة، مع إرسال تحويلات مالية له على شكل دفعات بغرض إنشاء وكالة للأسفار، ليخبرها بعد ذلك بأن هاتفه سرق منه ويحتاج هاتفها النقال، ولم تفطن إلى أنه كان يحتوي على صورها وفيديوهاتها الشخصية، ليتطور الموضوع لاحقا إلى الابتزاز قصد الحصول على المال، باستغلال صورها الحميمية. وعلاقة بتورط الفنانة المثيرة للجدل دنيا باطما وشقيقتها إلى جانب سكينة "غلامور"، ومستعلمة حساب "Mana lav" في تزويد المتهم "ع. ب" المتحدر من مدينة القصر الكبير بصور ومقاطع فيديو كان ينشرها على حساب "أدمين حمزة مون بيبي"، المتابع بتهم ثقيلة، ضمّ صك الاتهام الموجه إلى الفنانة المغربية "المشاركة في الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والمشاركة عمدا في عرقلة سير هذا النظام وإحداث اضطراب فيه وتغيير طريقة معالجته"؛ كما تضمن "بث وتوزيع عن طريق الأنظمة المعلوماتية أقوال أشخاص وصورهم دون موافقتهم، وكذا بث وقائع كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص قصد التشهير بهم والمشاركة في ذلك، إضافة إلى المشاركة في النصب والتهديد". وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش استأنف الثلاثاء الماضي، بشكل رسمي، قرار قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي متّع المغنية دنيا باطما وشقيقتها بالسراح مقابل كفالة 40 مليون سنتيم، لكليهما، دون إغلاق الحدود في وجهيهما. وقررت المحكمة الابتدائية بمراكش عقد أول جلسة للتحقيق مع باطما وشقيقتها يوم 10 فبراير المقبل.