تمكنت مدينة الداخلة، أكثر من أي وقت مضى، من تعزيز مكانتها كوجهة رياضية مفضلة على المستوى الدولي، من خلال استضافتها طيلة هذه السنة التي تقترب من نهايتها، للعديد من التظاهرات العالمية بنجاح، وفي جميع الأصناف الرياضية. وبتوفرها على موقع جغرافي فريد ومؤهلات سياحية وإمكانيات طبيعية متنوعة (البحر والصحراء والخليج والواحة) وساحل يبلغ طوله 667 كلم تقريبا على المحيط الأطلسي مع خليج ذي شهرة كبيرة (37 كلم)، تعد لؤلؤة الجنوب المغربي إحدى الوجهات الأكثر شعبية لدى الرياضيين من سائر أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، تسلمت الداخلة، في عاشر دجنبر الجاري ببروكسل، جائزة المدينة الرياضية الأورو-متوسطية 2020، خلال حفل بهيج استضافه البرلمان الأوروبي، تقديرا للجهود التي يبذلها المغرب لتنمية أقاليمه الجنوبية، لاسيما في مجال النهوض بالقطاع الرياضي. وتمنح هذه الجائزة، سنويا، إلى مدينة تمثل فيها الرياضة وسيلة للاندماج بين جميع الفئات الاجتماعية وتحترم الأخلاق ودور الرياضة في تحسين جودة الحياة والصحة البدنية والنفسية للساكنة. من جهة أخرى، اكتسبت أيقونة الأقاليم الجنوبية للمملكة سمعة كبيرة في السنوات الأخيرة لدى منظمي الأحداث الرياضية المائية الكبرى في جميع أنحاء العالم. وهكذا، احتضنت المدينة، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 20 غشت الماضي، منافسات الدورة الخامسة لتظاهرة "الداخلة داون وايند تشالنج" للألواح الشراعية الطائرة "الكايت سورف"، وهي حدث رياضي غير مسبوق ومغامرة استثنائية جمعت العديد من الهواة المخضرمين وأبطال العالم، في أجواء ممتعة تخللها تنظيم لقاءات وتبادل الخبرات بين الجنسيات من جميع أنحاء العالم.
وتعد هذه التظاهرة الرياضية، المنظمة من طرف "الجمعية المغربية للكيت سورف"، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للشراع وبشراكة مع ولاية جهة الداخلة - وادي الذهب، سفرا يختبر خلاله المشاركون قدرتهم على التحمل من خلال الوصول إلى الوجهة المحددة عبر التحليق فقط على طول شواطئ عذراء. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس "الجمعية المغربية للكيت سورف"، سفيان حمايني، إن مدينة الداخلة تعزز مكانتها كوجهة مفضلة لهواة ومحترفي هذا الصنف الرياضي الذي يتطلب توفر ظروف طبيعية ومناخية مناسبة لممارسته. وأضاف حمايني، وهو بطل مغربي سابق في رياضة الكيت سورف، أن جهة الداخلة توفر ظروفا مثالية ومواتية لممارسة هذه الرياضة، وذلك بفضل ريح شبه دائمة وواجهتين بحريتين مختلفتين تماما، من خلال وجود خليج يشتهر بمياهه الهادئة والعميقة وواجهة أطلسية معروفة بأمواجها الجيدة. وفي بداية أكتوبر الماضي، احتضنت الداخلة منافسات الدورة العاشرة لبطولة العالم 2019 للتزحلق على الألواح الطائرة الأمير مولاي الحسن. وبهذه المناسبة، أبرزت رئيسة جمعية (لاغون الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي)، ليلى أوعشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث الرياضي المهم يساهم في إشعاع الداخلة كوجهة عالمية لرياضات التزحلق. وأوضحت أنه، خلال 10 سنوات، شارك أزيد من 500 متسابق دولي في هذه المنافسة، من أجل تقاسم واكتشاف المواقع الرائعة المخصصة لرياضة التزحلق في الماء، في المياه الساكنة أو على الأمواج، مؤكدة أن هؤلاء الرياضيين أصبحوا سفراء حقيقيين للداخلة في العديد من الدول. وبالنسبة للسيدة أوعشي، "أصبحت مدينة الداخلة وجهة مميزة للرياضات المائية، سواء تعلق الأمر بمنافسات الكايت سورف أو مسابقات الويند سورف". من جهة أخرى، شارك حوالي 300 من رجال الأعمال و40 من ممثلي المقاولات الناشئة من جميع أنحاء أوروبا، خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 29 شتنبر الماضي، في القمة الأوروبية الثانية "بي 2 بي كايت" لأنشطة الأعمال والكايت سورف، للانكباب على الأعمال والاستراتيجيات، واكتشاف التقنيات الجديدة، والعمل على التطوير الذاتي وتعلم رياضة التزحلق على الألواح الطائرة (الكايت سورف). وفي ما يخص السباحة، تمكن السباحون المغاربة من الهيمنة على منافسات النسخة الخامسة من مسابقة "موروكو سويم تريك" للسباحة في المياه المفتوحة (من 26 نونبر الماضي إلى 01 دجنبر الجاري)، التي يتم خلالها قطع مسافة 30 كيلومتر بالداخلة - لاغون، موزعة على أربع سباقات تشمل مستويات مختلفة من الصعوبات. وفي فبراير 2019، استضافت الداخلة النسخة الخامسة من سباق "الصحراوية". وتمكن الفريق الفرنسي "لي بوتيت ناياد"، المكون من الثنائي النسوي الفرنسي من جيرومين مونفور وإيزابيل برينيون المؤلف من جيرومين مونفورت وإيزابيل برينيون، من الفوز بالجائزة الأولى، أمام الثنائي الذي يمثل مؤسسة فوسبوكراع والمكون من سكينة حمام وليلى المتوكل، فيما حل الثنائي الفرنسي ليتيسيا وسيسيل في المرتبة الثالثة. على صعيد آخر، احتضنت الداخلة حدثين بارزين، هما الدورة الأولى لكأس القارات في رياضة البادل (من 15 إلى 18 نونبر الماضي)، وهو حدث رياضي غير مسبوق ينظم لأول مرة في المغرب وإفريقيا. وفي نهاية الشهر ذاته، تم تنظيم الدورة الرابعة لترياثلون الداخلة الدولي. وهكذا، توج اللوكسمبورغي بوب هالر واليابانية جوري إيدي، بلقب فئة الصفوة في إطار هذه المسابقة، وهي إحدى محطات كأس إفريقيا التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للترياثلون. وبخصوص سباقات الجري، هيمن العداءان الإثيوبيان حاجي حياتو ياسين (رجال) وأسيفا كاسين المتسحيي (سيدات) على سباق الدورة الثانية من السباق الدولي 10 كلم على الطريق بالداخلة، والتي جرت بمشاركة أزيد من 700 متسابق من النخبة والهواة المغاربة والأجانب. وبالإضافة إلى هذه المؤهلات والإمكانيات، فقد استفادت الداخلة، خلال السنوات الأخيرة، من بنيات تحتية رياضية مهمة، إلى جانب الجهود التي بذلتها جميع الجمعيات والأندية الرياضية لجعل الداخلة وجهة رياضية مفضلة، سواء من حيث تنظيم التظاهرات الكبرى على مدار السنة أو تنفيذ سياسات وبرامج تهدف إلى النهوض بالممارسة الرياضية.