أعلنت وكالة الانباء الجزائرية، صباح اليوم، وفاة الرجل القوي بالجزائر الفريق قايد صالح، مضيفة ان سبب الوفاة كانت نوبة قلبية ألمت بنائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ليرحل في عز الازمة السياسية بالجزائر.. وشكك العديد من المحللين والمتتبعين للشأن السياسي بالجزائر، في رواية السكتة القلبية التي اوردتها وكالة الانباء الجزائرية لتبرير وفاة قايد صالح، مرجحين ان يكون الأمر مدبرا من قبل مؤسسة الجيش التي كانت تنتظر مرور الانتخابات الرئاسية، المفروضة يوم 12 دجنبر الجاري، للتخلص من قايد صالح بالنظر إلى الغضب الشعبي الذي يلقاه من قبل الحراك الشعبي بسبب قراراته اللاشعبية ورفضه تلبية مطالب الشعب الجزائري.. المؤسسة العسكرية، حسب المحللين، لا يمكن ان تفرط في الحكم، الذي استولت عليه منذ استقلال البلاد، بعد الانقلاب العسكري الذي جاء بمحمد بوخروبة(الهواري بومدين) إلى الحكم ليدشن عهد العسكر بالبلاد، عقب الإطاحة بالحكومة المدينة المؤقتة برئاسة المجاهد بنيوسف بنخدة.. الغضب الذي صبته الجماهير الشعبية خلال مسيرات الحراك الشعبي الجزائري، على مؤسسة الجيش وفي مقدمتها قايد صالح، الذي أضحى الحاكم الفعلي المباشر في البلاد، بعد تنحية بوتفليقة في ابريل المنصرم، جعل نظام العسكر يفكر في طريقة او حيلة أخرى للاستمرار في التحكم بزمام الامور، ولو على حساب احد رموزه، الذي كان في مواجهة مباشرة مع الشعب منذ سقوط بوتفليقة.. وكانت بعض التحاليل ترجح إمكانية لجوء المؤسسة العسكرية إلى التخلص من قايد صالح بعد أداء المهمة المنوطة به، وهي تنظيم انتخابات رئاسية وتسليم السلطة شكليا لرئيس مدني، وذلك عبر تحييده وإحالته على التقاعد والمجيء بقائد عسكري اصغر منه لتهدئة غضب الجزائريين.. كما أن احتمال التخلص من قايد صالح عبر قتله، كانت واردة بالنظر إلى خطورة استمراره على قيد الحياة في هذا الظرف الحرج الذي تعيشه الجزائر، والذي قد يعصف بمستقبل مؤسسة الجيش ويقضي على مصالح المستفيدين من ريع الغاز والبترول.. فمن قتل قايد صالح، وكيف؟ وما هي السيناريوهات المحتملة امام الجزائريين؟ الجواب على هذه الأسئلة ستكشف عنها الأيام المقبلة..