ليس فقدان الوزن هو المشكل دائما، سواء في شهر رمضان أو خارجه، بل حتى اكتساب الوزن قد يشكل لبعض الناس مشكلة حقيقية، إذ هناك فئة من النحفاء يحتاجون، أكثر من غيرهم،إلى عناية خاصة واهتمام أكثر من غيرهم، لأنهم فئة يسهل عليهم فقدان الوزن ويجدون صعوبة في اكتسابه أو حتى تعويض ما فقدوه على الأخص خلال شهر رمضان إذا لم يهتموا بتغذيتهم، لأن طول فترة الصيام دون تناول الغذاء الصحي المتوازن والكافي يسبب الكثير من الأمراض العضوية، أما التكتلات الدهنية، فتكون شبه منعدمة تقريبا، فمن الممكن أن يصاب الشخص بالهزال نتيجة أزمة نفسية وانقطاع مفاجئ لشهية الأكل يصعب معه اكتساب الوزن المفقود، كما أن وجود مشاكل صحية وهرمونية تكون السبب أيضا في حالة الهزال، عدا عن بعض الأشخاص الذين يمتلكون عادات سيئة في الأكل أو يتناولون صنفا غذائيا دون الآخر. هؤلاء جميعهم عليهم الاهتمام بتغذيتهم في شهر رمضان، خصوصا مع غياب مشاكل مرضية مسببة للنحافة. وكما يعد الصيام فرصة لإزالة السمنة، فهو فرصة أيضا لزيادة الوزن، فالأشخاص النحفاء يعانون من قلة تناول الأغذية، خاصة تلك التي تحتوى على مواد تمنح السكريات والدهون، كما أن شهيتهم للطعام تكون محدودة، وعندما يتناولون أي طعام بين الوجبات يجدون صعوبة في تناول الوجبات الرئيسية وقد تفوتهم إحدى الوجبات الرئيسية، دون أن يجدوا مشكلة في الأمر.
وشهر رمضان يعتبر فرصة مواتية لاكتساب الوزن لمن يعاني من النحافة نتيجة زيادة حصة البروتينات والنشويات المتناولة وكثرة الأطعمة الدسمة والسكريات، التي توفر كميات كبيرة من الطاقة التي يحتاج إليها النحفاء، والتي تمكن من الزيادة في الوزن. وعلى المصاب بالهزال أن يراعي تناول الأطعمة المناسبة له والتعود على الطريقة الصحيحة في الأكل، كأن لا يقوم بالإكثار من تناول السوائل بكثرة قبل تناول الوجبة الرئيسية، حتى لا تسد شهيته للطعام، فيمكن أن يبدأ الفطور بتناول القليل من التمر والحليب الكامل ثم يقوم بعدها بتناول الحريرة، على أن يكون قوامها يميل إلى أن يكون أكثر صلابة وغني بالقطنيات وقطع اللحم التي من الضروري تواجدها، فالحريرة تعتبر طبقا رئيسيا عند الإفطار يحتوى على تشكيلة مناسبة من مصادر النشويات والبروتينات النباتية والحيوانية، إضافة إلى الفيتامينات، وجميعها عناصر مهمة للمصاب بالهزال.
بعد ذلك، يمكنه التحول إلى تناول الحليب الكامل مع أحد أنواع الفطائر بزيت الزيتون أو الزبدة أو الجبن، مما سيمكنه من الزيادة من مصدر الطاقة، ويعتبر السفوف أو سلو وصفة ممتازة ومثالية لاكتساب الوزن، كونه غني بالفواكه الجافة والطحين والسكر والزيت، وهذه العناصر الغذائية ستوفر له كل ما يحتاج من طاقة، فقط عليه تركه إلى آخر الطعام حتى لا يسد الشهية ويملأ المعدة. يمكن كذلك تناول العصائر الغنية في نهاية الوجبة الرئيسية، على أن تحضر انطلاقا من فاكهة دسمة كالأفوكا والمانغ والحليب الكامل الدسم مع بعض التمر والفواكه الجافة.
من الطبيعي أن لا يستطيع المرء تناول كل هذا الأكل عند الإفطار دفعة واحدة، بل يمكن تجزيئه إلى ثلاث وأربع وجبات فطور وعشاء يحتوى على بطاطس على شكل عجين بالزبدة والحليب والجبن ووجبة خفيفة بين العشاء والسحور، هذا الأخير يجب تأخيره وأن يكون غنيا يوفر قطعة من البروتينات كالسمك أو اللحم أو الدجاج أو البيض والخبز الواحد وأنواع المعجنات، إضافة إلى عصير طبيعي غني يمده بالفيتامينات الضرورية.
ستساعد قلة الحركة والنشاط خلال شهر الصيام على اكتساب الوزن، فمن بين أسباب الهزال أو النحافة كثرة الحركة مع قلة مصادر الطاقة. يبقى الالتزام بهذه القواعد والنصائح طوال أيام الشهر الكريم والانتظام على ممارستها، أهم شرط لاكتساب الوزن، حتى لا تزيد الحالة سوءا بعد انقضاء رمضان، مع طول ساعات الصيام والجهد المبذول خلاله.