أكد وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جيشانكار، اليوم الاثنين في نيودلهي، أن العلاقات بين المغرب والهند تتسم بطابع متين وودي، مشيرا إلى أنه يتعين تعزيز وتكثيف هذه العلاقات في العديد من مجالات التعاون. وقال جيشانكار، الذي كان يتحدث خلال لقاء مع وفد من الصحفيين المغاربة يقوم بزيارة إلى الهند، إن عدد الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين في السنوات الأخيرة يجسد في الواقع الطابع المتين والودي للعلاقات الهندية المغربية. وأبرز، من جانب آخر، أن السياسة الخارجية لبلاده تحكمها الإرادة في الحفاظ على روابط جيدة مع باقي بلدان العالم، مشيرا إلى أنه ضمن هذا المنظور تحرص نيودلهي على تعزيز علاقات تعاونها مع الرباط. ولفت رئيس الدبلوماسية الهندية أن هناك العديد من المجالات التي يمكن للجانبين استكشافها من أجل إرساء تعاون أوثق، مضيفا أن "هناك الكثير مما يمكن القيام به" في هذا الاتجاه، وخاصة ما يتعلق بإشراك الفاعلين الاقتصاديين لكلا البلدين. وبالنسبة للوزير، فإنه من المهم استكشاف فرص الاستثمار والقيام بالأعمال في المغرب ، وخاصة الاستفادة من اتفاقية التبادل الحر التي تجمع بين المملكة والولايات المتحدةالأمريكية. وبخصوص القطاعات التي من شأنها أن تضخ دينامية جديدة في العلاقات بين البلدين، أشار السيد جيشانكار إلى تلك المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة للمعلومات، حيث تعتبر الهند رائدة عالميا في هذا المجال، مذكرا في هذا الصدد، بافتتاح مركز مغربي - هندي للتميز في مجال تكنولوجيا المعلومات في عام 2018. وهذا المركز مفتوح في وجه المترشحين المغاربة الذين يرغبون في اكتساب وتطوير مجموعة واسعة من الكفاءات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات. كما أبرز وزير الشؤون الخارجية الهندي أهمية تعزيز التعاون، وخاصة في صناعة السيارات والصناعة الصيدلانية، وهما قطاعان مزدهران في الهند. وأضاف أن الهند تأمل في إعطاء زخم جديد لعلاقاتها التعاونية مع إفريقيا ، حيث يعتبر المغرب فاعلا مهما في القارة، مشيرا إلى أن إفريقيا أضحت تمثل أولوية في أجندة هذا البلد الجنوب شرق آسيوي. وذكر السيد جايشانكار أنه منذ القمة الثالثة لمنتدى الهند وإفريقيا في 2015 ، أضحت القارة الإفريقية "أولوية جديدة" للسياسة الخارجية الهندية ، مبرزا أنه تم منح قروض تغطي عدة قطاعات تنموية للعديد من البلدان الإفريقية في إطار التعاون جنوب - جنوب. وأضاف أنه في الدورة المقبلة لمنتدى إفريقيا - الهند، سيتم التركيز بالخصوص على الطاقات المتجددة، والطاقة الشمسية، وتدبير المياه، والقطاع الثالث، والطب عن بعد، والهوية الرقمية، إلى جانب قطاعات أخرى تتوفر فيها الهند على تجربة وخبرة مشهود بها في العالم. ويقوم وفد من الصحفيين المغاربة بزيارة إلى الهند بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية الهندية، للاطلاع عن قرب على التغييرات التي يعرفها هذا البلد الآسيوي بهدف المساهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين.