مع الإعلان عن فوز قيس سعيد بالرئاسة التونسية، ركّزت وسائل إعلام محلية اهتمامها على عقيلته إشراف شبيل، سيدة تونس الثالثة في تاريخها المعاصر، بعد وسيلة بورقيبة وليلى الطرابلسي. من المعروف أن النساء في تونس يلعبن، خلافا لبلدان أخرى أدوارا متميزة وهن أكثر نشاطا وانفتاحا، بما في ذلك على المستوى السياسي، حيث برزت وسيلة بورقيبة إلى جانب رئيس البلاد الأول الحبيب بورقيبة، وكان لها دور كبير على مدى عقود، تلتها ليلة الطرابلسي زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، وأخيرا إشراف شبيل عقيلة قيس سعيد، الفائز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتقول الصحف التونسية عن سيرة سيدة تونس الأولى الجديدة، إنها قاضية تعمل في منصب وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس، وهي مستشارة بمحكمة الاستئناف وأم لثلاثة أبناء، هم عمرو وسارّة ومنى. وتذكر التقارير أن سيدة تونس الأولى الجديدة سارت على خطى والدها الذي كان قاضيا بمحكمة الاستئناف، وكان كثير التنقل بطبيعة عمله في أرجاء البلاد. وكانت إشراف شبيل، ظهرت إلى جانب زوجها المرشح للرئاسة التونسية في دورتي الاقتراع، وتداول النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورها إلى جانبه، مشيدين بشخصيتها ومظهرها الجاد ووقارها. وهكذا، ستكون سيدة تونس الأولى إشراف شبيل منذ الآن، محط اهتمام ومتابعة من قبل الشارع التونسي والرأي العام في البلاد، في إطار تقاليد تواصلت منذ استقلال تونس عام 1956. إشراف شبيل ولدت إشراف شبيل في صفاقس (جنوبي البلاد)، وكان والدها امحمد شبيل قاضي بمحكمة الاستئناف يتنقل من منطقة إلى أخرى مع كل تغيير في الحركة القضائية. وعرفت حفيدة الشيخ "سيدي علي شبيل"، بتميزها في كل المراحل الدراسية، فقد زاولت تعليمها بالمدرسة الفرنسية بسوسة، ثم بمعهد الثانوية للفتيات بالجهة نفسها، لتحصل على البكالوريا وتلتحق بكلية الحقوق. تخرجت إشراف وهي البنت الصغرى لعائلتها في المعهد الأعلى للقضاء، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في العلوم الجنائية، لتحقق بذلك حلم والدها الذي تمنى أن يراها قاضية، وأصبحت مستشارة بمحكمة الاستئناف، ووكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس. تعرّف قيس سعيد على إشراف شبيل في مدارج الجامعة بمحافظة سوسة، وتزوجها بعد قصة حب، وهو ما أعلنه في برنامج “للحكاية وجه آخر” مع الصحفية “هندة بن علية الغريبي” على موجات الإذاعة التونسية سنة 2017، وأنجبا ثلاثة أبناء هم: عمرو وسارة ومنى. إعادة الزخم لسيدة تونس الأولى قد تكون السيدة إشراف شبيل حرم قيس سعيد ثامنة امرأة تتقلد المنصب البروتوكولي “سيدة تونس الأولى”، وأول “قاضية” تسكن قصر قرطاج كزوجة لرئيس الجمهورية، تنافسها على هذا المنصب سلوى السماوي زوجة المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية نبيل القروي. ولئن تراجع دور “سيدة تونس الأولى” كما هي الحال مع السيدة ليليا المبزع زوجة فؤاد المبزع، ثم السيدة بياتريس راين المرزوقي زوجة المنصف المرزوقي؛ فالمرحومة شاذلية قائد السبسي زوجة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وأخيرًا السيدة سيران الناصر زوجة الرئيس الحالي محمد الناصر، أعادتا الزخم لهذا الدور. وأعادت انتخابات رئاسة الجمهورية إلى الأذهان أهمية السيدة الأولى ونفوذها ومدى تأثيرها على القرار، في وقت وعد فيه المترشح للرئاسة قيس سعيد بإلغاء منصب السيدة الأولى “لأن كل نساء تونس أول”، كما قال..