حذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أمس الخميس بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، من أن تنامي حركات التمرد والتطرف بمنطقة الساحل تهدد أمن كل دول المنطقة. وقال بوريطة، في كلمة خلال اجتماع للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة خصص لبوركينا فاسو، إن الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل “يسائلنا جميعا، ويؤثر على كافة بلدان المنطقة. وبوركينا فاسو مثال حي في هذا الباب”، مضيفا أن “لا أحد بمنأى عن الخطر وكلنا معنيون”. وأكد بوريطة أن التحديات “متعددة الأبعاد وتتعلق أساسا بالأمن والتنمية باعتبارهما ركيزتين للاستقرار في أي بلد”، مشيرا إلى أن إن هذا الوضع “يدعونا إلى العمل، إذ أن تنامي قوة حركات التمرد والتطرف والإرهاب كلها عوامل تهدد السلم والأمن في المنطقة." "نحمل على عاتقنا واجب التضامن مع بوركينا فاسو، وهذا ينبغي أن يترجم إلى مبادرات ملموسة، لا سيما من خلال تعزيز دعم برنامج الطوارئ لمنطقة الساحل، الذي أطلقته حكومة بوركينا فاسو منذ سنة 2017، من أجل تحسين أمن الأشخاص وممتلكاتهم وتوفير الولوج إلى الخدمات الأساسية في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن،" يقول ناصر بوريطة. وفي هذا السياق، يقول وزير الخارجية، إنني "أعلن عن دعم المغرب الكامل لقوة مجموعة “الساحل5” التي تتولى رئاستها هذه السنة بوركينا فاسو. كما نشيد بالنتائج التي تحققت تحت قيادتها للمجموعة." وبخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، قال رئيس الدبلوماسية المغربية "إن التعاون بين المغرب وبوركينا فاسو متعدد الأوجه ويشكل محورا استراتيجيا في برنامج التعاون بين البلدين، إذ يشمل التعاون الأكاديمي والمهني والعسكري. وفي هذا الصدد ، فإن المملكة المغربية عازمة على جعل هذا النموذج من التعاون بين بلدينا نموذجا ناجحا للتعاون جنوب جنوب”. وتابع بوريطة أنه في صلب هذا التعاون يوجد الجانب الديني المتمثل في تعزيز قيم إسلام الوسطية، المنفتح على التسامح والحوار، كحصن ضد التطرف الديني، مضيفا أن ذلك “يتجلى من خلال التعاون المثمر في إطار مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الذي يجمع بين المملكة المغربية وبوركينا فاسو”. وذكر بوريطة أن بوركينا فاسو "تحتضن فرعا لمؤسسة محمد السادس، والتي تشتغل هناك منذ شهر نونبر 2017، وهو ما ساهم في تكوين عدد كبير من الأئمة والمرشدين والمرشدات ببوركينافاسو." وأكد بوريطة بأن المغرب عازم على تعزيز تعاونه مع بوركينافاسو في جميع المجالات، وخصوصا في المجال العسكري، وبالضبط في شقه المتعلق بالتكوين وتعزيز القدرات. وأشار بوريطة إلى أن المغرب يعيد تأكيد دعمه للمبادرات الوطنية التي أخذتها بوركينا فاسو من أجل إقامة السلم والأمن على أراضيها. والمغرب مقتنع بأن المجتمع البوركينابي، ورغم كل التهديدات التي يعيشها في هذه الأوقات العصيبة، فإنه سيحرص دائما على المحافظة على بلد بوركينا فاسو كوطن للتعايش بين كل الأعراق في انسجام واتحاد والمغرب يقف بجانبه.