أعلنت نيجيريا، اليوم الاثنين، أنها ستجلي 600 من مواطنيها من جنوب إفريقيا على إثر موجة العنف ضد الأجانب التي تشهدها البلاد، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص. وفي هذا الصدد، قال القنصل العام النيجيري في جوهانسبورغ إن عملية إجلاء مواطني بلاده ستبدأ بعد غد الأربعاء. وتجددت أعمال العنف المدفوعة بكراهية الأجانب، أمس الأحد بجوهانسبرغ، مسفرة عن مقتل شخص واحد وإصابة خمسة آخرين. وكانت العديد من ربوع جنوب إفريقيا قد شهدت، في الأسبوع الماضي، أعمال عنف دامية رافقتها عمليات نهب وتخريب للمنازل والمحلات التجارية التي تعود ملكيتها لمواطنين أفارقة، لا سيما في جوهانسبورغوبريتوريا. وحسب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، فقد أسفرت أعمال العنف عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم أجنبيان، فيما أفادت شرطة إقليم غوتنغ بمقتل 15 شخصا، دون أن تحدد جنسية الضحايا. وتم، منذ بداية أعمال العنف، اعتقال أزيد من 400 شخص. وأدت هذه الهجمات إلى توتر في العلاقات بين جنوب إفريقيا ونيجيريا، حيث أعلنت بريتوريا إغلاق سفارتها في نيجيريا مؤقتا بعد تلقيها تهديدات بتنفيذ اعتداءات ضد موظفيها. وعلى المستوى الاقتصادي، أعلنت شركات جنوب إفريقية، لاسيما عملاق الاتصالات "إم.تي.إن" وسلسلة التوزيع ''شوبريت"، إغلاق فروعهما في نيجيريا حتى إشعار آخر. من جهة أخرى، أوفد الرئيس النيجيري محمدو بوهاري، مبعوثا خاصا إلى جنوب إفريقيا للتعبير عن عميق انشغاله إثر أحداث العنف المعادية للأجانب التي تستهدف مواطنين نيجيريين في هذا البلد. وشدد المبعوث، خلال لقائه مع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوسا، على ضرورة اتخاذ بريتوريا التدابير اللازمة لوضع حد لأحداث العنف هاته. وسجل رمابوسا، الذي أدان أعمال العنف، بانفتاح بلاده على الشعوب الإفريقية الأخرى. وسعت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقية، ناليدي باندور، اليوم الاثنين، إلى طمأنة السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادها حول أعمال العنف. ودعت باندور، خلال لقاء مع مجموعة من السفراء، إلى تفادي الخطابات التي قد تؤدي إلى تأجيج أعمال العنف.