أفسدت موجة العنف ضد الأجانب التي تجتاج جنوب إفريقيا والمظاهرات احتجاجا على الاغتصابات والقتل في حق النساء، المؤتمر الاقتصادي العالمي حول إفريقيا بكيب تاون، والذي كان الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، يراهن عليه لتقديم صورة عن جنوب أفريقيا كبلد ينعم بالاستقرار وجاذب للمستثمرين. وحسب آخر تقرير لشرطة جنوب أفريقيا، فقد أودت هذه الهجمات بحياة 15 شخص ا، وقادت نحو اعتقال المئات، في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من البلدان الإفريقية أن تدخل الشرطة لم يكن حازما بالشكل الكافي. وقاطع الزعماء ورجال الأعمال الأفارقة منتدى كيب تاون، احتجاجا على أعمال العنف التي أدت إلى توتر علاقات جنوب أفريقيا مع دول بالقارة، ولا سيما نيجيريا، التي أغلقت بريتوريا سفارتها بها مؤقت ا بعد تهديدات بالانتقام. كما تم تنظيم مظاهرات يومي الأربعاء والخميس أمام المركز الذي يحتضن أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي، للاحتجاج على اغتصاب النساء وقتلهن في جنوب أفريقيا. وشهدت هذه المظاهرات بعض أعمال العنف، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين المطالبين بالتدخل "الجاد" من قبل الحكومة ضد أعمال العنف ضد المرأة. وتشير الدراسات الدولية الأخيرة إلى أن معدل قتل النساء في جنوب أفريقيا يمثل خمسة أضعاف المعدل العالمي، كما عرف شهد غشت الماضي مقتل ثلاثين امرأة في هذا البلد. وقد اضطر الرئيس رامافوزا إلى إلغاء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي من أجل مخاطبة المحتجين، حيث قطع وعدا بتنفيذ برنامج عمل وطني لمواجهة هذه الآفة. وتأتي هذه التطورات في وقت غير مناسب بالمرة لرامافوزا، الذي وعد بضخ 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده لإنعاش الاقتصاد المتأزم وحل مشكل البطالة.