الحادثة المأساوية لوفاة الطفلة "هبة" التي راحت ضحية حريق بعمارة بسيدي علال البحراوي الأحد الماضي، بعدما ظلت الصغيرة معلقة في الشباك الحديدي للنافذة مما حال دون التمكن من إنقاذها، وقبله بيوم واحد انهيار عمارة في طور البناء بشكل مفاجئ متكونة من 7 طوابق بالقنيطرة. نوعية هذه الحوادث تطرح التساؤل حول مدى احترام ومراعاة المباني السكنية بالمدن المغربية لشروط السلامة.. مصطفى القدوري، مهندس معماري وخبير سابق لدى المحاكم، قال إن "الخطأ الذي يرتكبه الأشخاص بعد شرائهم للشقق السكنية فإنهم يقومون بزيادة شبابيك حديدية في غرف الأطفال وهذا الأمر ممنوع"، ذلك عند "وقوع حادث ما كيف يمكن نزع هذه الشبابيك خاصة في الطوابق العليا؟ حيث يصعب على الوقاية المدنية التدخل في أسرع وقت ممكن". "حاليا بات من الضروري في بناء المشاريع الكبرى والمجمعات السكنية الكبرى الحصول على موافقة جهاز الوقاية المدنية على التخطيط الهندسي للمشروع، حيث يتم الحرص على وضع ما يسمى بشريط ضد الحرائق على المستوى الخارجي للمبنى ومواد مقاومة للحريق"، يقول القدوري إن هذه التقنية تمكن من تقريب خدمة الماء من البناية حتى يتمكن رجال المطافئ بإدخال الأنابيب والخراطيم بغرض التدخل في وقت وجيز لإطفاء الحريق. أما فيما يتعلق بالتجهيزات والخدمات الكهربائية، أوضح، ذات المتحدث، أن في التصاميم البناء يجب أن تكون كافة التمديدات والأسلاك من الأنواع المناسبة، وأن تكون معزولة عزلا جيدا خاصة الأطفال، ومحمية ضد التلف، مع ضرورة توفير قواطع التيار الكهربائي المؤمنة ضد أخطار التماس مع تركيب قاطع عام يسمح بفصل التيار الكهربائي عن المبنى في حالة الضرورة والخطر. وعن حوادث انهيار العمارات في طور البناء بشكل مفاجئ، اعتبر نفس الخبير، أنه في هذه "حالة يمكن الحديث مسؤولية المهندس المعماري، المقاول، مكتب الدراسات، الجهة المكلفة بالمراقبة بالإضافة إلى الدراسة الجيوتقنية للأرض والأساس ومدى قابليتهما للبناء عليهما"، ثم زاد متسائلا: "هل كان موقع العمارة المذكورة مؤهلا للبناء؟ ". وأفاد المهندس المعماري، في ذات السياق، أنه في تصاميم التعمير والتهيئة هناك مناطق يمنع فيها البناء في حالة كانت الأرض عبارة عن "مرجة"، أو ذات مستوى منخفض، مشيرا إلى أن هذه المناطق في حالة البناء فيها تبقى مهددة بالانهيار. وأورد ذات المتحدث، أن هناك أسباب أخرى تكون عاملا في الانهيار منها: الغش في البناء أو عدم احترام دراسة الخرسانة. ثم شدد في ختام تصريحه بالقول، إنه يلزم توفر في رئيس ورش البناء على مؤهلات معرفية في حين أن بعض الأشخاص يتطاولون على الميدان في غياب تام للكفاءة المهنية، مؤكدا على ضرورة تكوين المستمر للعاملين في المجال، لأن ميدان البناء والتعمير يعرف تطور مستمرا في التقنيات المستخدمة.