يلتقي اليوم الثلاثاء 23 غشت الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، برئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في مدينة بنغازي شرق ليبيا، حاملا رسالة ملكية إلى رئيس المجلس الانتقالي. وكان الطيب الفاسي الفهري، أعلن مساء أمس الاثنين بالرباط، اعتراف المملكة المغربية بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي.
وجاء ذلك، في بيان تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، باسم الحكومة المغربية.
شدد على تطلع المملكة المغربية، في ظل التحولات الهامة التي تعرفها ليبيا بعد السيطرة على معظم أنحاء العاصمة طرابلس، إلى انتقال سريع ومسؤول للسلطة بعيدا عن منطق الانتقام والضغينة، وبغية تحقيق العدالة وكشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات طبقا للمعايير الدولية في هذا المجال.
ويأمل المغرب، أن يتجه المجلس الوطني الانتقالي في أقرب الآجال، نحو اتخاذ تدابير ملموسة وفعالة بدعم قوي ومساندة متينة من طرف المجتمع الدولي من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا. وضمان المصالحة بين جميع مكونات الشعب الليبي وتحقيق أمن واستقرار هذا البلد المغاربي الشقيق وإعادة بنائه.
كما يتطلع المغرب إلى أن يشرع المجلس الوطني الانتقالي في الاستجابة للتطلعات المشروعة التي عبر عنها الشعب الليبي، والمتمثلة في دستور ديمقراطي وانتخابات نزيهة وشفافة ومؤسسات قوية ومستقلة.
وأعرب وزيرالخارجية، عن تضامن المغرب التام مع الشعب الليبي في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها.
وقال، إن المملكة المغربية تجدد استعدادها لتقديم كل أوجه المساعدة حتى تصبح ليبيا دولة متصالحة، قوية وديمقراطية بمقدورها المساهمة في الدفع بالاندماج المغاربي في إطار من الوحدة والتقدم لما فيه مصلحة الشعوب الخمسة للمنطقة.
وقد انتقد الفاسي الفهري فترة القذافي خصوصا في ظل الوضع الصعب الذي عاشته ليبيا في الشهور الأخيرة، وكان سببه قرار النظام الليبي اللجوء إلى منطق القوة والتشدد في مواجهة المطالب المشروعة المعبر عنها من قبل فئات واسعة من الشعب الليبي.
مضيفا أن النظام الليبي، وفي رد على المظاهرات السلمية لسكان يتوقون إلى الحرية و الديمقراطية، اتخذ خيار القمع والتقتيل، متسببا بذلك في العديد من الضحايا في صفوف المدنيين العزل. وأشار إلى أن هذا النظام، الذي كان يحضر للاحتفال بالذكرى 42 لوصوله إلى السلطة، وهي سنين طويلة من انعدام التعددية والتمثيلية والقدرة على الإنصات، كان في الوقت ذاته يستعد للتنكيل بالمواطنين في غياب أية آلية للتواصل والحوار.