يبدو أن هجرة الإسبان إلى المغرب، بعد اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بهذا البلد الأوروبي، لم تعد مقتصرة على المقاولين والمنعشين العقاريين والمستثمرين بشكل عام، ولا على فئة الشباب العاطل أوالكهول فحسب، بل انتقلت إلى صنف اجتماعي آخر. حيث توافدت على مدن شمال المغرب(طنجة- تطوان- المضيقالفنيدق- الفحص أنجرة...) خلال الأيام القليلة الماضية، وبشكل لم يسبق له مثيل عشرات المهاجرات الإسبانيات من ممتهنات أقدم مهنة عرفتها الإنسانية الدعارة والبغاء، ضمنهن قاصرات وفتيات في مقتبل العمر، جئن من مدن أندلسية مختلفة (الجزيرة الخضراء، مالقة، قادس، ألمريا...) هروبا من الفقر والأزمة التي يشهدها هذا البلد الإيبيري، ومن أجل ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي تلبية لرغبات الزبائن المغاربة على وجه الخصوص، وبثمن أقل مما تطلبه بائعات الهوى المغربيات.
وعلمنا من بعض المصادر المطلعة، أن أصحاب الفنادق المصنفة والمؤسسات السياحية والمراقص الليلية والحانات المتواجدة بالشريط الساحلي المتوسطي للمملكة، الذين يستعدون هذه الأيام لتنظيم احتفالات خاصة بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة ، قاموا باستقطاب العديد من المهاجرات الإسبانيات، بغية استغلالهن في تنشيط السياحة الجنسية.
كما علمنا أن أثمنة سهرات أعياد ميلاد المسيح دخلت أسواق المزاد بين المتنافسين، حيث تم تحديد ثمن المائدة الواحدة في 3000 درهم، فيما حدد ثمن الحضور في أمسيات بعض الملاهي والعلب الليلية ما ببين 200 و 500 درهم، دون احتساب أداء المشروبات الكحولية والمأكولات.
والملاحظ كذلك، أن شبكات الاتجار الدولي في مجال الدعارة، تسعى إلى الرفع من سيولتها المالية عن طريق التنسيق مع وسطاء آخرين ينشطون في نفس الميدان بمختلف مدن الشمال وكذلك بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
ويذكر أن إحدى الإسبانيات صرحت مؤخرا، وبشكل علني وبدون أدنى حرج، خلال إحدى البرامج الحوارية المباشرة والمعدة من طرف إحدى القنوات التلفزية، أنها مستعدة لبيع جسدها من أجل توفير لقمة العيش. بعد تأثرها بالأزمة التي تعرفها البلاد، مما أثار ردود فعل قوية لدى الرأي العام الإسباني، خصوصا المحافظ منه.