كتبت وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة “لانا” (لاتين أميريكا نيوز أجينسي) أن ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد خطوة استراتيجية في مجال التجارة العالمية، يعزز تموقع المغرب كبوابة لدول أمريكا اللاتينية نحو القارة الإفريقية. وأضافت الوكالة، في مقال خصصته لإطلاق العمليات المينائية لطنجة المتوسط 2 مؤخرا، أن هذا المركب المينائي يجعل "المغرب بوابة إفريقيا بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية والشريك الاستراتيجي الذي لا محيد عنه لدخول الأسواق الإفريقية وأجرأة التعاون جنوب - جنوب". وتابعت أن المنصة المينائية، إحدى المشاريع الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عززت موقعها بإطلاق العمليات المينائية لطنجة المتوسط 2 كمركز للخدمات اللوجستية العالمية ما أهلها لتصبح أكبر ميناء في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. كما سلطت الضوء على تموقع الميناء الاستراتيجي في أقرب نقطة بين إفريقيا وأوروبا ضمن منطقة محورية للطرق البحرية التي تصل بين القارات الأوروبية والإفريقية والأمريكية، مشيرة إلى أن ارتباطه ب 186 ميناء عبر العالم يجعل منه مرجعا للتدفقات اللوجستية العالمية والتجارة الدولية. وأشارت "لانا" إلى أن المركب المينائي يعد أيضا منصة صناعية لأزيد من 900 شركة تنشط في مجالات مختلفة مثل السيارات والطيران والخدمات اللوجستية والنسيج والتجارة ساهمت في خلق أزيد من 70 ألف منصب شغل وحققت رقم معاملات سنوي يصل إلى 7,3 مليار أورو، مسلطة الضوء على أبرز الشركات العالمية المتواجدة بالمملكة بفضل مناخ الاستثمار الجذاب بها. وفي هذا الصدد، نقلت الوكالة عن إدريس أعرابي، مدير الاستيراد والتصدير بميناء طنجة المتوسط، قوله إن هذا المركب المينائي يحظى بموقع استراتيجي، حيث يقع عند تقاطع أهم الخطوط البحرية العالمية الرابطة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. وأبرز السيد أعرابي في حديثه للوكالة عن الاستثمارات الكبرى والجهود المبذولة في مجال الرقمنة والتشغيل الآلي بهذه البنية التحية لتجويد الخدمات المقدمة، مشيرا إلى أن الشركات التي تنشط بالمنطقة المجاورة منحت هذه البينة التحية قيمة مضافة وساهمت في خلق آلاف فرص الشغل. وفي ما يتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه ميناء طنجة المتوسط في الزخم المنتظر بالعلاقات التجارية بين دول تكتل "ميركوسور"، المتكون من الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي والبراغواي، والاتحاد الأوروبي، أوردت "لانا" تأكيد نائب مدير ميناء طنجة المتوسط، حسن عبقري، أن هذه الدول يمكنها استعمال المركب المينائي "للتخزين والتنقل بسهولة أكبر وبالتالي تيسير الوصول إلى السوق الأوروبية المشتركة بأكملها". وتطرق عبقري للتكامل بين دول أمريكاالجنوبية والمغرب فيما يتعلق بالتجارة مع أوروبا وهو ما يمكن، برأي نائب مدير ميناء طنجة المتوسط، "من التعاون (...) ويتيح فرصة مشتركة في استخدام الموانئ ومرافق الخدمات اللوجستية" من الجيل الجديد كما هو الشأن بالنسبة لميناء طنجة المتوسط، تضيف الوكالة. وقال إن السعة الإجمالية لمحطات الحاويات في مركب طنجة المتوسط ستصل إلى 9 ملايين حاوية بإطلاق العمليات المينائية لطنجة المتوسط 2 ما سيرفع من قدرة المبادلات التجارية بين الدول. وخلصت الوكالة الأرجنتينية إلى أن ميناء طنجة المتوسط يعد خطوة استراتيجية في مجال التجارة العالمية ستساهم في تطوير العلاقات التجارية لا سيما بين دول أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا.