يستأنف المجلس العسكري الإنتقالي الحاكم في السودان وقادة حركة الإحتجاج، اليوم الخميس، المفاوضات حول تشكيل هيئة حكم إنتقالية، وذلك غداة عودة الطرفين إلى طاولة الحوار بعد توقف استمر شهرا كاملا عقب سقوط قتلى خلال فض اعتصام للمتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وأمس الأربعاء،التقى ثلاثة جنرالات، بينهم نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو الملقب ب"حميدتي"، وخمسة ممثلين عن "تحالف الحرية والتغيير" الذي يقود الإحتجاجات، بحضور الوسطاء من إثيوبيا والاتحاد الإفريقي في فندق في الخرطوم. وبحسب وكالة فرانس برس،فإن الجانبين اتفقا بعد ساعات عد ة من المحادثات على مواصلة المفاوضات يوم الخميس. وقال وسيط الاتحاد الافريقي ،محمد الحسن ولد لبات، في تصريح للصحافة، إن "الطرفين أجريا مفاوضات مسؤولة ( ...) وأنه تقر ر الإفراج عن جميع السجناء السياسيين وستتواصل المفاوضات غدا "( الخميس). وقبيل استئناف الحوار أصدر رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، "عفوا " عن 235 من متمر دي "جيش تحرير السودان"، أحد أبرز الفصائل المتمر دة في دارفور وإحدى قوى تحالف الحرية والتغيير. وكان قادة حركة الاحتجاج وافقوا أمس الأربعاء بشروط على دعوة الوسطاء الأفارقة لاستئناف "التفاوض المباشر" مع المجلس العسكري بشأن نقل السلطة، وذلك بعد تجاذب استمر أسابيع عدة شهدت تشديدا في القمع. ومنذ عزل الرئيس عمر البشير في 11 أبريل الماضي، تصاعد التوتر بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وحركة الاحتجاج الرئيسية "تحالف الحرية والتغيير". وبلغت الأزمة ذروتها مع التفريق الدامي في الثالث من يونيو الماضي لاعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، الذي أسفر عن عشرات القتلى وأثار موجة تنديد دولية. ويأتي استئناف المفاوضات بعد بضعة أيام فقط من خروج تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف يوم الأحد في جميع أنحاء البلاد، رغم انتشار أمني كثيف وحجب خدمة الانترنت منذ قرابة شهر، لمطالبة العسكريين بالتخلي عن السلطة.