يواصل الطلبة الجزائريون للأسبوع ال16 عشر على التوالي مسيرات التغيير لإسقاط رموز النظام الفاسد، وذلك تحت شعار "الجزائر حرة ديمقراطية نريدها مدنية لا عسكرية". ورغم تراجع ملحوظ في عدد المتظاهرين مقارنة بالأسابيع الماضية، لا يزال حراك الطلبة يؤكد ثباته على مساندة إرادة الشعب في ترحيل "العصابة". وفيما كانت قوات الأمن تعد العدة لتطويق المسيرة ال16 للطلبة وسط العاصمة الجزائر، اختار المتظاهرون تغيير مكان انطلاقتهم من مقر الجامعة المركزية إلى ساحة الشهداء، التي شهدت صباح اليوم الثلاثاء 11 يونيو انطلاق مسيرتهم متوجهة إلى ساحة بور سعيد ومنها إلى شارع باستور، مرورا بساحة الأمير عبد القادر وشارع العربي بن مهيدي، ومنها إلى نهج العقيد عميروش، بعدما منعت قوات الأمن وصول الطلبة إلى ساحة البريد المركزي. وسمحت القوات العمومية، للمرة الأولى منذ أسابيع، بدخول الطلبة إلى ساحة موريس أودان، التي كانت ممنوعة خلال المسيرات الماضية، وفي المقابل لم تسمح بمرور الطلبة عبر النفق الجامعي الذي تم فرض جدار أمني، كما هو الشأن بمدخل نهج محمد الخامس وساحة البريد المركزي التي تم تطويقها بحاجز قوي من قبل قوات مكافحة الشغب. ورغم تراجع عدد المتظاهرين مقارنة بالأسابيع الماضية، لم يسجّل حراك الطلبة أدنى تراجع عن المطالب التي رفعها منذ أول ثلاثاء له، حيث أكد المتظاهرون بأصواتهم وشعاراتهم تباث الشارع الجزائري على مطلب التغيير وترحيل العصابة، وأبدى الطلبة رفضهم لأي تلاعب بإرادة الشعب أو أي التفاف على الحراك، حيث ظهر شعار "الجزائر مدنية ليست عسكرية" لتذكير قايد صالح بان مخططاته ليست مقبولة. شعارات تحمل الحلول وحملت شعارات المتظاهرين آراء واقتراحات يراها الشباب حلا للأزمة، تبدأ حسبهم من تكريس مبدأ العدالة والنزاهة والشفافية في الانتخابات الرئاسية. وضمن ما حملته سواعد المتظاهرين لافتات كتب عليها: "هيئة عليا مستقلة للانتخابات يرأسها قضاة نزهاء"، و"النزاهة والشفافية وجهان لعملة الديمقراطية"، و"انتم المهربون لهذه العملة "، و"الازمة السياسية تساوي الحل السياسي ليس لديكم عذر"، و"نريد شخصيات نزيهة لقيادة المرحلة الانتقالية"... وعن تراجع عدد المتظاهرين في مسيرة الطلبة قال طالب في الدكتوره بجامعة باب الزوار، لموقع "كل شيء عن الجزائر" عربي، بأن انخفاض عدد الطلبة راجع للخلل في النقل الجامعي الذي شهدته العاصمة، يوم أمس الإثنين، على خلفية القرار التعسفي الصادر عن شركة النقل الجامعي طحكوت التي أوقفت الحافلات احتجاجا على قرار ايداع مديرها محي الدين طحكوت رهن الحبس المؤقت. وأكذ ذات الطالب لنفس الموقع الالكتروني، على أن عودة الطلبة ستكون قوية إلى الشارع خلال الأسابيع القادمة مؤكدا حرصهم على ترحيل العصابة التي تسببت في أزمات الجزائر ومأساة أجيال من الشباب خلال عقود من الزمن. مطالب بفتوى دستورية من جانبه دعا طالب آخر، من نفس الجامعة، المجلس الدستوري بفتوى دستورية تخرج البلاد من الازمة التي تعيشها، مشيرا الى ان الذين استطاعوا توقيف الانتخابات مرتين بقرارات وفتاوى غير مؤسسة عليهم اليوم ان يجدوا مخرجا للجزائر، في السياق ذاته اكد المتحدث في تصريحه لموقع "كل شيء عن الجزائر"، إصرار الطلبة على المضي قدما في مسيرات تغيير النظام ترحيل كل المسؤولين غير النزهاء، حيث قال: "كنا نعيش في الجزائر بدون أمل في المستقبل بسبب هؤلاء، كنا ندرس ونتخرج ونحن لا نملك حقا في العمل، لكننا اليوم استرجعنا املنا في الجزائر". شيوخ يدعمون مسيرة الطلبة إلى جانب الطلبة، شارك عشرات الشيوخ والكهول الذين أبوا إلا أن يمشوا جنبا إلى جانب مع الشباب في مسيرة "المطالبة بغد أحسن"، مؤكدين ثقتهم في وعي الطلبة ودعمهم لصوت الشباب الذي استطاع بعد عقود من الزمن أن يرفع صوت الشعب ويؤكد من جديد بأن صوتهم لايزال حيا لم يمت. ومن بين المتظاهرين استطاعت سيدة طاعنة في السن أن تصنع الحدث وهي مصرة على السير طيلة المسيرة الى جانب الطلبة مرددة أغنية "جينا انحو العصابة"..