يخوض فريق الوداد البيضاوي إياب المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا في كرة القدم أمام فريق الترجي التونسي، يوم غد الجمعة على أرضية ملعب رادس بالعاصمة التونسية، في ديربي مغاربي حارق، وعينه على اللقب الذي تنازل عنه السنة الماضية للفريق ذاته. ومباراة الوداد، التي ستجرى تحت شعار "رد الدين" لن تكون حتما سهلة، بيد أن ذلك لا يمنع من أن الفريق البيضاوي قادر على رفع التحدي وانتزاع اللقب من معسكر الفريق التونسي، الذي تمكن من تحقيق التعادل كرها (1-1) من مدينة الرباط، على الرغم من الجدل الذي رافق هذه المباراة بسبب الأخطاء الفاضحة التي سقط الحكم المصري جهاد جريشة في فخها وجرت عليه الكثير من الانتقادات. وعرف لقاء الذهاب العديد من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، ما دفع الحكم المصري إلى العودة لتقنية الفيديو (فار) أكثر من مرة، غير أن قراراته أثارت احتجاجات واسعة من لاعبي الوداد ومسيريه. والأكيد أن الإطار التونسي فوزي البنزرتي سيعمل رفقة لاعبيه على الجانب النفسي لتجاوز هذه "المحنة" التي تحملوا تبعاتها ولن يمحو آثارها السلبية على معنوياتهم قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي جاء بعد تقديم نادي الوداد والجامعة الملكية المغربية للعبة لاحتجاج رسمي لدى الهيئة القارية، بتوقيف الحكم المصري ستة أشهر. ويرى المختصون المتتبعون للفريق البيضاوي أن اللاعبين سيحاولون الحفاظ على معنوياتهم عالية، على الرغم من الحرب النفسية التي تشنها إدارة نادي الترجي على الوداد، بغية تجاوز محنة مباراة الذهاب بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي ساهم فيها ظلم التحكيم. وعلى الرغم من أن المهمة تبدو صعبة على الورق بالنسبة لفريق الوداد، إلا أن أشبال البنزرتي لديهم من المؤهلات التقنية فردية وجماعية ما يمكنهم من قلب الموازين، وتكرار إنجاز جاره فريق الرجاء بعد انتزاعه لقب عصبة الأبطال الإفريقية أمام الفريق عينه ومن تونس أيضا. وتبدو فرص الفريقين في هذه المباراة متكافئة، حيث سيعود الحسم فيها إلى تفاصيل بسيطة خاصة على مستوى الجانب التقني، علما بأن المواجهة ستعرف غياب خمسة لاعبين أساسيين في صفوفهما بسبب الإيقاف وهم شمس الدين داودي وغيلان الشعلالي ومعز بن شريفية من الترجي، ومن الوداد إبراهيم النقاش، الذي حصل على البطاقة الحمراء بداية الشوط الأول للقاء الذهاب، وأشرف داري لتلقيه إنذارا، هذا الأخير الذي طالب الوداد بإلغائه بعدما تبين عدم وجود أي خطأ. وكما أكد فوزي البنزرتي، في تصريحات صحفية، ففريق الوداد "سيلعب الكل للكل لأنه ليس لديه ما يخسره، وسنستغل الضغط الذي سيقع على لاعبي الفريق الخصم بحكم عامل الاستقبال بميدانه للضرب بقوة ". وبات فريق الوداد في حاجة للفوز أو التعادل 2-2 للتتويج بطلا للدورة الحالية لعصبة الأبطال الإفريقية، فيما تكفي فريق الترجي نتيجة الفوز بأي نتيجة أو التعادل بدون أهداف، لنيل اللقب للمرة الثانية على التوالي الرابعة في تاريخه. ويبحث الوداد البيضاوي عن التتويج الثالث واستعادة اللقب الذي توج به سنة 2017، فيما يسعى الترجي إلى النجاح في الدفاع عن اللقب القاري الذي ناله السنة الماضية . ويذكر أن فريقي الوداد والترجي جمعتهما ثماني مواجهات قارية أربعة منها كانت في عصبة الأبطال الإفريقية، ومواجهتين في كأس الكؤوس الإفريقية ومثلهما في دوري أبطال العرب. ودشن الفريقان مواجهاتهما منذ سنة 1988 في المربع الذهبي لمسابقة الكؤوس الإفريقية، وآلت نتيجة الذهاب للفريق التونسي (4-1)، قبل أن يتدارك فريق الوداد الموقف ويفوز إيابا (2-0) ، وهي النتيجة التي كانت في صالح فريق الترجي الذي بلغ المباراة النهائية. وكانت المواجهة الثانية في "الديربي العربي" الذي جمع بين الفريقين سنة 2009 برسم مسابقة دوري أبطال العرب، وتمكن الترجي من الفوز بهدف وحيد ذهابا بينما انتهى لقاء الإياب بالتعادل 1-1، ليحسم الترجي اللقب. ووقف الفريقان أمام بعضهما البعض سنة 2011 في أربع مواجهات كانت أولاها ضمن دور المجموعات لمسابقة عصبة أبطال إفريقيا، وانتهى اللقاء الأول بالتعادل 2-2، والمواجهة الثانية بالتعادل السلبي. وواصل الناديان التونسي والمغربي مشوارهما ليتقابلا مرة أخرى في نهاية المسابقة ذاتها، وخطف الترجي اللقب للمرة الثانية بعد أن انتهى لقاء الذهاب سلبا، فيما تفوق الترجي إيابا. والأكيد أن مباراة الجمعة سيكون لها طعم الثأر من جانب الوداد، خاصة أنه لم يحقق إلا فوزا وحيدا في المواجهات الثماني، وهو المبتغى الذي يمكن إدراكه، بالرغم من كل الظروف التي ستحيط بلقاء الإياب بدء باللعب أمام جمهور تونسي قد يفوق ال80 ألف متفرج والتعادل في لقاء الذهاب إلى غصة ظلم التحكيم، وذلك بفضل إرادة اللاعبين وإصرارهم على رد الدين وأيضا خبرة قائد كتيبة الفريق البيضاوي فوزي البنزرتي إفريقيا، وهو الذي عانق الكأس رفقة فريق الترجي سنة 1994. وأسندت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مهمة إدارة المباراة "القفل" للحكم الغامبي بكاري غاساما، الذي قاد لقاء إياب نهاية دورة 2017 من مسابقة عصبة أبطال إفريقيا، ونال فريق الوداد لقبها على حساب الأهلي المصري.