عاد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع الجزائر، اليوم الجمعة 19 أبريل 2019، مطالبين بتغيير ديمقراطي شامل يتجاوز استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وغصت شوارع العاصمة الجزائرية على امتداد عدة كيلومترات، للجمعة التاسعة على التوالي، بالمحتجين المطالبين برحيل النظام ومجمل الجهاز الموروث من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وتم إغلاق المنافذ المؤدية إلى قلب العاصمة بشكل شبه كامل حيث تم تضييق المداخل من خلال نشر حواجز الشرطة، الأمر الذي دفع المحتجين إلى السير على الأقدام كيلومترات عديدة للوصول للمليونية بالساحات الكبرى. كما سجلت تظاهرات حاشدة في وهران (غرب) وقسنطينية وعنابة (شرق) وهي أهم مدن البلاد بعد العاصمة، بحسب صحافيين محليين والتلفزيون العام. ويطالب آلاف المحتجين، الذين تجمعوا مجدداً في وسط المدن في أنحاء الجزائر، بإصلاحات جذرية تتضمن التعددية السياسية والقضاء على الفساد والمحسوبية. ويريد المحتجون رحيل النخبة الحاكمة، التي تحكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا وأعضاء الحزب الحاكم وكبار رجال الأعمال ويطالبون بإصلاحات شاملة. وطالب المحتجون بالعاصمة الجزائرية بإلغاء الانتخابات، التي اعتبروها غير شرعية باعتبار أنها جاءت بإمضاء رئيس الدولة المرفوض شعبيا: عبد القادر بن صالح. وفي الجمعة التاسعة من المظاهرات بالجزائر اعتبر المحتجون استدعاء الهيئة الناخبة "بحكومة ووزير أول طالب الشعب في أكثر من مليونية باستقالتهما" استفزازاً للجزائريين، الذين خرجوا في مسيرات سلمية للمطالبة بتغيير النظام. كما دعا المحتجون لمحاسبة "رؤوس الفساد" في البلاد، مشددين على ضرورة ضمان استقلالية القضاء. وتعالت أيضا المطالب الشّعبية المنادية برحيل رئيس البرلمان معاذ بوشارب وحكومة نورالدين بدوي، منادين بجمهورية ثانية تقودها شخصيات وطنية لا صلة لها بنظّام عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال بعد الجمعة السّادسة . "تهديد ضمني" من قبل قايد صالح. وكان قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح قد قال، يوم الثلاثاء المنصرم، إن الجيش يدرس كل الخيارات لحل الأزمة السياسية، وحذر من أن الوقت ينفد، وذلك تلميحاً إلى أن صبر الجيش بدأ ينفد إزاء الاحتجاجات الشعبية، التي تهز الجزائر، أحد أكبر مُصدري النفط والغاز الطبيعي. ولم يحدد صالح ما الإجراءات التي قد يتخذها الجيش لكنه قال إن الجيش لا يطمح سوى لحماية الأمة. ويراقب الجيش الاحتجاجات التي كانت سلمية إلى حد بعيد ووصل عدد المشاركين فيها في إحدى المراحل إلى مئات الآلاف. ولا يزال الجيش أقوى مؤسسة في الجزائر بعد أن أدار الحياة السياسية من وراء الكواليس لعقود. وفي محاولة لخلق البلبلة والشقاق بين الجزائريين، ألمح قايد صالح إلى القبائل ومناضلي الحركة الأمازيغية، عندما دعا الجزائريين إلى عدم المساس بالرموز المقدسة وضمنها الراية الجزائرية، وهو ما رأى فيه الملاحظون خطابا موجها إلى نشطاء الحركة الأمازيغية الذين يحملون إلى جانب الراية الوطنية، الأعلام الأمازيغية، وقد ردّ الحراك الشعبي اليوم على تشكيك قايد صالح في وطنية الامازيغ، برفع مزيد من الأعلام الأمازيغية جنبا إلى جنب مع الراية الوطنية ورفعوا شعارات "خاوة خاوة، ماشي عنصرية" .. #Yetna7aw_Ga3 pic.twitter.com/mIzON58weG — Khaled Drareni (@khaleddrareni) 19 avril 2019