دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في رسالة إلى القمة الاستثنائية لمجموعة دول الساحل والصحراء، المنعقدة اليوم السبت بنجامينا، إلى تعزيز فعالية وكفاءة الأجهزة التنفيذية لهذا الجمع، وفق التوجهات الصادرة عن مؤتمر إعادة هيكلة الأمانة التنفيذية.. وأكد جلالته أن عملية إعادة التموقع القاري لمجموعة دول الساحل والصحراء، تستدعي تضافر كل الجهود من أجل تفعيل أحكام المعاهدة المنقحة، وتمكين التجمع من مواصلة السير قدما نحو اندماج إقليمي حقيقي. وفي هذا الصدد، واعتبارا لهذا الهدف الاستراتيجي، دعا جلالته إلى ضرورة الاسترشاد في عمل المجموعة بتوجهات ضمنها "إرساء مختلف الهياكل المؤسساتية المنصوص عليها في المعاهدة المنقحة لتجمع دول س-ص، لاسيما المجلس الدائم للسلم والأمن، والمجلس الدائم المكلف بالتنمية المستدامة، وإعداد استراتيجية للتنمية البشرية في فضاء الساحل والصحراء، وبرامج لإدماج الشباب ؛ والتنزيل الفعلي لاستراتيجية مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ؛ وتفعيل استراتيجية الأمن والتنمية لتجمع دول س -ص (2015-2050) ؛ وإعداد سياسة مشتركة حول أمن الحدود واعتماد خطة عمل تنفيذية". إن هذه التدابير، يضيف جلالة الملك، ستمكن من "تعزيز الدور المنوط بتجمعنا، باعتباره مخاطبا متميزا لحل الأزمات التي يشهدها فضاؤنا، في إطار مقاربة تروم التكامل مع بقية التجمعات الاقتصادية الإقليمية، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الأطراف المعنية." "بيد أن العمل الذي يقوم به تجمع دول س-ص في مجال حفظ السلم والأمن داخل فضاء الساحل والصحراء، يجب أن يكون مدعوما بمبادئ احترام سيادة الدول، ووحدتها الترابية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بالموازاة مع العمل على تعزيز قنوات الحوار والوساطة، والمساعي الحميدة، والدبلوماسية الوقائية"، يضيف جلالة الملك مؤكدا أن "هذه التدابير من شأنها أن تكفل حماية أجيالنا الحالية والمقبلة، شريطة تدعيمها بنظام تربوي جديد، يقوم على الإبداع وتحرير طاقات الرأسمال البشري."