كتب الصحافي والباحث الروسي غينادي بيتروف مقالا في موقع "إكسبرت أونلاين" تحت عنوان "الجزائر: حقبة التحولات الكبرى"، تناول فيه التطورات المرتقبة في الجزائر بعد استقالة بوتفليقة ومصير حاشيته و الحكم. وجاء في المقال، الذي أورده اليوم السابت موقع روسيا اليوم، أن السلطة تغيرت رسميا في الجزائر. بعد أن استقال رئيس البلاد، عبد العزيز بوتفليقة، عن 82 عاماً. لكن رحيله لا يشير إلى النهاية، بل على العكس من ذلك، بداية صراع خطير على السلطة. وسيشارك في هذا الصراع الجيش وحاشية الزعيم السابق، الذي حكم البلاد لمدة عشرين عاما، والمعارضة "غير النظامية" والقوى السياسية غير المعروفة التي تظهر في حقبة التغييرات الكبرى التي أزفت في الجزائر. كان واضحا أن بوتفليقة على وشك الرحيل، منذ تخليه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة. وكان السؤال متى يرحل. كانت الجزائر تنتظر فترة من عدم اليقين، لا تناسب السياسيين "غير النظاميين" واللاعبين السريين في أعلى مستويات السلطة... في نهاية مارس، تحدث أحمد قايد صالح، رئيس الأركان العامة للجيش، على شاشات التلفزيون، داعيا الرئيس مباشرة إلى الاستقالة. ومنذ ال 11 من مارس، تتكبد "العائلة" هزيمة تلو الأخرى في الصراع مع الجيش. وبات حدثا بارزا دالا على تراجع نفوذ عائلة بوتفليقة اعتقال الرئيس السابق للمنتدى الجزائري لرؤساء الشركات، علي حداد، في 31 مارس. تحت التحقيق ما مجموعه 12 شخصا، من بينهم رجل الأعمال رضا كونيناف، الذي كان، مثل حداد، شخصية مقربة بشكل خاص من الرئيس، وممن يضغطون لترشيحه إلى ولاية جديدة. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت حملة مكافحة الفساد ستتوج باعتقال سعيد بوتفليقة، وحتى الرئيس نفسه. وفي جميع الأحوال، يعاني أفراد الأسرة التي طالما امتلكت السلطة الكاملة مرارة الخيبة ممن رعوه. فسعيد بوتفليقة، هو من عين الفريق أحمد قائد صالح. وقد تم تعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة لموازنة تأثير مسؤول أمني آخر، وهو رئيس المخابرات، محمد مدين. إلا أن أحمد قايد صالح طموح للغاية. وفي الصحافة، تجري مقارنته بشكل متزايد مع السيسي، الذي أصبح في النهاية رئيسا لمصر. ولكن يعوقه عن السير في طريق زميله المصري، كبر سنه، فقد احتفل أحمد قايد صالح بعيد ميلاده التاسع والسبعين من فترة قريبة.