قال فتح ولعلو المرشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية٬ إن الاتحاد في حاجة إلى قيادة منيعة فكرا وممارسة وقادرة على توحيد الاتحاديين وعلى توقيف الصدام بينهم. وشدد ولعلو في حديث له٬ على ضرورة أن تكون قيادة الاتحاد الاشتراكي أيضا قادرة٬ بمناعتها وبمصداقيتها٬ على الانفتاح على الآخرين وعلى أن تعطي صورة "جاذبة" للاتحاد الاشتراكي٬ معبرا عن اعتقاده بأن المغرب "يحتاج في الظرف الدقيق الذي يعيشه اليوم إلى اتحاد اشتراكي قوي ومنيع وموحد وذي مصداقية٬ اعتبارا لماضيه ولقدرته على إعادة الاعتبار إلى السياسة".
وفي سياق تفسير ترشحه للكتابة الأولى للحزب الذي سيعقد مؤتمره الوطني أيام 14 و 15 و 16 دجنبر الجاري٬ قال القيادي الاتحادي "في الواقع ليس لدي طموح شخصي٬ ولم يكن لدي هذا الطموح بصفة عامة في مساري النضالي الذي أعتز به٬ لكن لدي طموح موضوعي كبير يتمثل في إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وإخراجه من المنغلق الذي يعيشه منذ عشر سنوات ليصاحب من جديد المغاربة (...) وفي تجميع وتوحيد الاتحاديين والدخول في مسار يؤدي إلى توحيد العائلة الاتحادية٬ وتحقيق تقارب بين كل مكونات اليسار والقوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد".
واعتبر أن هذا الالتزام الذي يتقدم به أمام الاتحاديين هو "التزام في مرحلة هي بالضرورة انتقالية سأعمل فيها إلى جانب كل الاتحاديين على فتح المجال لأجيال جديدة٬ شباب ونساء ومثقفين وأطر٬ لتأخذ زمام الأمور في يدها في أقرب وقت ممكن".
وبخصوص تصوره لطبيعة معارضة الاتحاد الاشتراكي في المرحلة المقبلة٬ أوضح ولعلو أن الحزب٬ انطلاقا من هويته وخطه السياسي٬ يجب أن يكون من جديد في "ريادة المعارضة"٬ وهي معارضة بالضرورة "بناءة" وفي إطار المعطيات الجديدة للدستور الجديد وفي نفس الوقت معارضة "حذرة"٬ معتبرا أن تموقع الاتحاد الاشتراكي في المعارضة هو "ليس فقط في صالحنا ولكن في صالح بلادنا".
وبخصوص التحالفات السياسية٬ أكد القيادي الاتحادي أن التحالفات الآن ليست مطروحة في جدول الأعمال الحالي٬ مشددا على أنه يجب أن يسعى الجميع بأن يكون للتحالفات السياسية مصداقية وأن يستوعبها الرأي العام ويقبلها.
وقال إن "المهم بالنسبة إلينا أن نخلق شروط المصداقية للعمل الذي يؤدي إلى التحالف٬ وأن تكون لمواقفنا ولمواقف الغير المصداقية الضرورية وأن تستوعب من طرف الرأي العام لكي يقبلها"٬ مشددا على أن وحدة اليسار تمر أولا "عبر توحيد كل الاتحاديين٬ وثانيا توحيد العائلة الاتحادية٬ وهو الذي سيعطي للاتحاد الاشتراكي قوة الجاذبية".
وفي معرض حديثه عن الوضع المقلق للحزب الذي أجمعت عليه كافة الأرضيات المقدمة٬ قال ولعلو "لقد قمنا بقراءة نقدية لهذا الوضع٬ وهي مسؤولية لا يمكن إلا أن تكون جماعية٬ لكن المهم بعد هذا التحليل يتمثل في ضرورة البحث على السبل الكفيلة لتجاوز نقط الضعف"٬ مضيفا أنه يتعين بالخصوص "أن ننصت للشعب المغربي وأن نخلق قنوات التواصل معه٬ وذلك عبر تأهيل الأداة الحزبية وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا٬ وربط الاهتمام التنظيمي بهوية الاتحاد وبخطه السياسي".
وبخصوص تعدد الترشيحات للكتابة الأولى للحزب٬ اعتبر ولعلو أن هذا التعدد شيء إيجابي وأن "لكل المرشحين وأيضا لغير المرشحين الذين قدموا مجموعة من الأوراق (علي بوعبيد ومحمد الأشعري والعربي عجول) قيمة مضافة"٬ مبرزا أنه يتعين أن "نوظف هذه القيمة المضافة توظيفا إيجابيا لصالح الحزب".
وفي سياق تقييمه لأداء الحكومة٬ سجل ولعلو أن الأخيرة "لم تتمكن من خلق شروط تمكن من تطبيق الدستور٬ ومن الحفاظ على المكتسبات التي تحققت مع حكومة التناوب٬ خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمالي٬ والتي تلاشت الآن بتزايد المديونية الداخلية والخارجية وتزايد عجز الميزانية والحسابات الخارجية".
وأشار إلى أن السنة التي مرت على عمل الحكومة "كانت سنة بيضاء سواء على مستوى تنزيل الدستور أو من الناحية الاقتصادية"٬ مشددا على "أن الحكومة مطالبة الآن بالعمل على الحفاظ على المكتسبات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا٬ ومواجهة الإكراهات المطروحة٬ وتسطير برنامج على المديين المتوسط والبعيد لتطوير البلاد على كافة المستويات".
وخلص إلى أن كل هذه الظروف "تتطلب وجود اتحاد اشتراكي قوي ومنيع لصالح المغرب ولصالح تمكين البلاد من مخاطبة محيطها الجهوي والعالمي"٬ مبرزا أن رهان المؤتمر التاسع للحزب هو أن "نحضر الاتحاد الاشتراكي المعتز بماضيه ليكون حزب المستقبل بالأساس وينخرط في بناء مستقبل المغرب".