قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، اليوم الجمعة، إن عشرات المصلين المسلمين قتلوا في اعتداء مسلح استهدف مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" خلال استعداداتهم لتأدية الصلاة. وقالت أرديرن في مؤتمر صحفي إن 40 شخصا فقدوا أرواحهم و أصيب نحو 20 بجروح خطيرة في الهجوم على المسجدين، واصفة الهجوم بأنه "عمل إرهابي"، وأعلنت رفع درجة التهديد الأمني من منخفض إلى عال"، مضيفة أن الشرطة "ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة". من جهتها، قالت الإدارة الصحية في نيوزيلندا إن 48 مصابا بأعيرة نارية بينهم أطفال يخضعون للعلاج في مستشفى المدينة". من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن منفذ الهجوم الذي استهدف المسجدين هو مواطن أسترالي، ووصفه بأنه "إرهابي متطرف يميني وعنيف". وكانت الشرطة في نيوزلندا قالت في وقت سابق إن العديد من الأشخاص قتلوا وأصيب آخرون في اعتداء المسلح. وأوضح مفوض شرطة نيوزيلندا مايك بوش للصحفيين في ولنجتون إن "أربعة أشخاص محتجزون. ثلاثة رجال وامرأة"، مضيفا: "وردتنا بضعة بلاغات بوجود عبوات ناسفة بدائية الصنع مثبتة في مركبات وتمكنا من إبطال مفعولها". وقال شهود لوسائل الإعلام إن رجلا يرتدي ملابس عسكرية، ويحمل بندقية آلية، أخذ يطلق النار عشوائيا على الناس في مسجد النور، فيما أوردت وسائل إعلام نيوزلندية أن عدد القتلى يتراوح بين تسعة و27 مرجحة ارتفاع الحصيلة. وبث منفذ الهجوم تسجيلا مصورا مباشرا صادما عبر تطبيق "فيسبوك لايف" يوثق فيها العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا "غو برو" ثبتت على رأسه. ويظهر في التسجيل قيام المنفذ بالترجل من سيارته والتوجه إلى المسجد مطلقا وابلا من الرصاص، قبل أن يدخل إلى أروقة المسجد ويواصل إطلاق النار على المصلين وسط حالة من الذعر. وقبل مغاردته المسجد يتوجه المنفذ إلى عدد من المصلين الذين قتلهم مكررا إطلاق النار عليهم للتأكد من الإجهاز عليهم. وقالت وسائل إعلام إنه تم إطلاق الرصاص قرب مسجد، وقال شاهد لقناة وان نيوز التلفزيونية إنه رأى ثلاثة أشخاص ممدون على الأرض وينزفون خارج المبنى، فيما نقلت إذاعة نيوزيلندا عن شاهد داخل المسجد قوله إنه سمع دوي أعيرة نارية، وإن أربعة أشخاص على الأقل ملقون على الأرض، "وهناك دماء في كل مكان". وأثناء إطلاق النار، كان مسجد النور في شارع دينز يعجّ بالمصلّين، بمن فيهم أعضاء فريق بنغلاديش الوطني للكريكيت الذين لم يصابوا بأذى، وقال أحد الشهود لموقع "ستاف.كو.إن زي" الإخباري إنّه كان يصلّي في المسجد عندما سمع إطلاق نار. وأثناء فراره، رأى زوجته ميتة أمام المسجد. إغلاق المساجد وكإجراء احترازي، طلبت الشرطة النيوزيلندية من جميع المساجد في البلاد بإغلاق أبوابها عقب الهجوم، فيما طوّقت قوّات الأمن مساحة كبيرة من المدينة، وقالت الشرطة في بيان إنّها "تستجيب بكامل قدرتها مع ما يحدث لكنّ المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية". وقال المفوّض مايك بوش: "الشرطة تدعو الجميع في وسط كرايست تشيرش إلى عدم النزول إلى الشارع، والإبلاغ عن أيّ تصرّف مشبوه"، وخصّصت البلدية خطا هاتفيّا لذوي الطلاب القلقين على مصير أبنائهم الذين كانوا يشاركون في مكان غير بعيد بمسيرة ضدّ تغيّر المناخ.