عززت الأجهزة الأمنية بالعاصمة الجزائرية من تواجدها بمحيط مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية وحتى بالأحياء الشعبية التي تكثر فيها الحركة، وذلك ساعات قبل انطلاق مسيرة الفاتح مارس، أو "جمعة الحسم" كما يسميها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وتشهد الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة منذ ساعات الصباح الباكرة، حسب موقع "TSA" الذي أورد الخبر، انتشارًا أمنيًا مكثفًا في كل ما ساحة البريد المركزي، وأول ماي بالإضافة إلى ساحة الأمير عبد القادر، وساحة موريس أودان المحاذية لقصر الحكومة، بشارع زيغود يوسف. كما ينتشر عناصر الشرطة بالزي المدني في الشوارع، وبالقرب من المساجد، والأحياء الشعبية التي تشهد حركة مكتظة، كباب الوادي، وبلكور وغيرها من الأحياء، وذلك تطبيقا لتعليمات أصدرتها مديرية الأمن الوطني. كما تشهد المرادية، حيث يقع قصر رئاسة الجمهورية، إنزالًا أمنيًا غير عادي، حيث انتشرت عناصر من مجموعة العمليات الخاصة للشرطة (GOSP)، وهي من النخبة في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة 1 مارس، تحسبًا للمسيرة المناهضة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة والتي ينتظر أن تنطلق بعد صلاة الجمعة، كما تنتشر سيارات مكافحة الشغب أيضا أمام ثانوية ديكارت، بالقرب من مقر الرئاسة. وفي باقي الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة، يضيف موقع "كل شيء حول الجزائر"، تتواجد وحدات حفظ النظام في المواقع الاستراتيجية، وخاصة بالقرب من وزارة الدفاع الوطني، ومقر سونلغاز، على بعد أمتار من قصر الحكومة، وأيضا بساحة أديس أبابا حيث منعت قوات الشرطة المتظاهرين الجمعة الماضي من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية. وفي "شوفالي" بأعالي العاصمة تنتشر أيضا قوات الشرطة بالقرب من مدرسة الشرطة بشاطوناف، حيث تفاجأ المواطنون بالعدد الكبير لسيارات الشرطة المركونة هنالك. ويُبدي العديد من النشطاء والفاعلين والسياسيين مخاوف من موقف السلطات حيال الاحتجاجات والمسيرات المنظمة، اليوم الجمعة، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها كل من نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، الوزير الأول، أحمد أويحيى. واطلق أحمد قايد صالح رسائل تحذيرية وقال، في كلمة ألقاها أمام جنود المنطقة السادسة بتامنراست:" هل يعقل أن يتم دفع بعض الجزائريين نحو المجهول من خلال نداءات مشبوهة ظاهرها التغني بالديمقراطية وباطنها جر هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة ولا تؤدي إلى خدمة مصالح الجزائر". كما حذر الوزير الأول، أحمد أويحيى، من مآلات الحراك الشعبي الذي يعرفه الشارع، وقال أمس أمام مجلس الشعب إن "الثورة السورية بدأت بالورود وانتهت بالدم" وهو ما اعتبره البعض رسالة لتخويف المتظاهرين الذين أبانوا لحد الساعة عن سلمية كبيرة في حراكهم الشعبي.