"محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان: ياسين داعية جاهر الحق.. ولا يخشى في الله لومة لائم"، تحت هذا العنوان غطت إحدى الصحف الرقمية المؤتمر الذي نظمته جماعة العدل والإحسان باسطنبول تحت شعار "مركزية القرآن في نظرية المنهاج النبوي عند عبد السلام ياسين"، واستهل حمداوي كلمته بأوصاف لشيخه قائلا عنه بأنه "مربي وداعية وجاهر بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، ومنظر ومفكر ومبدع حيث ربط كل اجتهاداته بالقرآن الكريم، باعتباره كتابا جامعا لكل خيري الدنيا والآخرة".
فموضوع المؤتمر الدولي هو مركزية القرآن لكن حمداوي، وعلى طريقة إسقاط الطائرة، عاد ليتحدث عن رسالة الإسلام أو الطوفان، ليسوق صورة عن عبد السلام ياسين في الخارج لأن شيخ الجماعة لم يتمكن من تسويق نفسه وسط خارطة الفكر العربي والإسلامي لأنه لم يتمكن من صياغة نسق فكري متكامل.
لكن حمداوي لا يمكن أن يفصح عن حقائق صادمة عن الشيخ وجماعته، فالمرشد الحريص على العدل ومال المسلمين هو الذي أمر بصرف ما يناهز 150 مليون سنتيم في يومين فقط لتسويق صورته المهترئة، فالجماعة هي التي تكلفت بالمشاركين في المؤتمر وأغلبهم من جماعة العدل والإحسان، قدمتهم بشكل ملتبس على أنهم باحثين في الفكر الإسلامي رغم أنهم كلهم ليس لهم إنتاج فكري وبحثي يذكر.
وتكلفت الجماعة بالمحاضرين من خارج المغرب والذين تم الاتصال بهم وتشجيعهم بالمكافأة التي حصلوا عليها في آخر المؤتمر، هذه التكاليف قدرتها مصادر بحوالي 150 مليون سنتيم، تم صرفها لترويج صورة مهتزة عن شيخ كل ما كتبه عبارة عن تأملات وليست فكرا لأن الشيخ لم يجترح أشياء لم يسبق إليها الآخرون.
وحسب مصادر مطلعة فإن العديد من المشاركين في المؤتمر قرأوا عبد السلام ياسين لأول مرة، وذلك بعد الاتصال بهم وطرح مغريات من قبيل تكاليف الرحلة ومبلغ التعويض لكل محاضر، أما الحقيقة المرة فإن محاضرين فيما يسمى فكر عبد السلام ياسين لم يسمعوا به إلا بعد الاتصال به، وقد اتصل بعض المحاضرون بأصدقائهم في المغرب يسألون عمن يكون عبد السلام ياسين.
وقالت مصادر من عاصمة الخلافة العثمانية إن المؤتمر الدولي كما وصفه أصحابه لم يسمع به أحد في اسطنبول بله أن يعرف عنه العالم، وبالتالي تكون خسارة 150 مليون كمن يصب الماء في الرمل، حيث لم يهتم بالمؤتمر أحد ولا تابعته وسائل إعلام وأغلب المشاركين فيه من العدل والإحسان وكأن الجماعة أرادت أن تنظم رحلة لأبنائها إلى تركيا أردوغان.
وبالنتيجة تكون الجماعة قد خسرت كل ذلك المبلغ المالي من مال دراويش الجماعة لترويج صورة بائسة لعبد السلام ياسين وبعث رسائل من الخارج وإلا ما علاقة مركزية القرآن ببعض المواقف السياسية؟