مهرجان الثقافة الامازيغية الدورة 10 تحت شعار تحت شعار تداخل الثقافتين الامازيغية و الحسانية وعلاقتهما بثقافات جنوب الصحراء عاشت مدينة فاس من 5 إلى 7 شتنبر أياما ثقافية وفنية متميزة من خلال الدورة 10 لمهرجان الثقافة الامازيغية في موضوع تداخل الثقافتين الامازيغية والحسانية وعلاقاتهما بثقافات جنوب الصحراء ، وقد عرف المهرجان الذي نظمته جمعية فاس سايس ومركز جنوب شمال لحوار الثقافات ومؤسسة روح فاس نجاحا باهرا حيث حج إلى قصر المؤتمرات نخبة من المثقفين من المغرب وفرنسا والجزائر وموريتانيا أمتعوا الجمهور الذي تتبع برنامج المهرجان بمداخلات وأفكار ساهمت في تدعيم وتقوية النسيج الوحدوي واللغوي الذي يعتبر من أهم العناصر الوطنية التي تميز الشعب المغربي والرقي بالثقافة الامازيغية والحسا نية اللتان تشكلان جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية و المغربية . وقد اشتمل المهرجان على محورين ،محور خصص للمؤتمر الدولي في موضوع تداخل الثقافتين الامازيغية والحسابية وعلاقتها بثقافات إفريقيا جنوب الصحراء أما المحور الثاني فخصص للأغنية والشعر الامازيغي والحساني . وقد استطاع المهرجان أن يحقق أهم الأهداف التي سطرها من خلال تدعيم التلاحم الثقافي الامازيغي الحساني وصيرورة قيم السلام وإبراز الأثر الايجابي للتعدد الثقافي والحداثة عامة على المستوى الاقتصادي والثقافي والتفكير في الرقي بالثقافتين الامازيغية والحسانية في جميع تمظهراتها . ومن أهم المحاضرات التي استقطبت عددا هاما من المتتبعين محاضرة الحضور الامازيغي في الثقافة الحسانية بالصحراء المغربية للشيخ الكبير يحضيه خير الذي أكد أن الصحراء عرفت استقرارا مبكرا لقبائل الامازيغ غير أنها عرفت جملة من التحولات نتيجة نزوح قبائل عربية من شبه الجزيرة العربية ويتعلق الأمر بقبائل بني معقل والجعافرة وبني هلال الذين استوطنوا بالصحراء وقد أدى هذا الحدث إلى تغيير بنية المنطقة ديموغرافيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا و اصبجت لغة التخاطب هي الحسانية التي ارتبطت باحد الفروع القبلية للمعاقلة وهي قبائل حسان حيث وقع التمازج اللغوي والتأثير المتبادل بالمكونات المحلية والامازيغية والتي كان لها تأثيرها على اللباس واللسان ونمط العيش ومنظومة القيم والترابط والتصورات وقد نتج عن هذا التداخل اللغوي الامازيغي تأثر في الثقافة الحسانية بالصحراء المغربية و لا يمكن لأي شخص إلى اليوم أن يميز مابين ماهو حساني نسبة إلى فبائل حسان وما هو امازيغي ذلك أن المصطلحات المستعملة في الحسا نية هي مصطلحات امازيغية صرفة كما يظهر التواصل يقول المحاضر.. في أسماء الأماكن والقبائل وبطونها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها الاحتفالية وحتى في الشعر الحساني نجد التأثير الامازيغي واضحا في مضامينه ،ولعل هذا التداخل تعود أسبابه للروابط المتينة التاريخية والمتمثلة في بيعة الصحراويين لسلاطين المغرب منذ قيام الدولة المغربية إلى الآن . كما استمتع المتتبعون للمهرجان بالمداخلة الشيقة التي ألقتها ذ فاطمة عبد الوهاب من جامعة نواكشوط في موضوع شعر التبراع لدى النساء الحسانيات حيث أكدت المحاضرة أن الباحثين المغاربيين عزفوا عن تداول النصوص الشعرية التراثية رغم أنها تعتبر مكونا من مكونات الهوية الحضارية غير أن السنوات الأخيرة عرفت صحوة في وعينا العلمي بما يختزنه هذا التراث من جهة وبالمخاطر التي تتهدده نتيجة ما حملته العولمة من تهديد بتنميط الوعي البشري .تم تطرقت بتفصيل إلى الأنواع الشعرية الحسانية ،الطلعة ،الكاف ،التبريعة ،مميزات التبراع ،جنس المبدع ،البناء العروضي ،المضمون الشعري ،البنية الغرضية التقليدية للتبراع ،الغزل ،التوسل ،التحولات الدلالية للتبراع ،المضمون السياسي ،النقد الاجتماعي . وعلى هامش الجلسة الافتتاحية التي ترأسها د موحى الناجي وتتبع أطوارها والي فاس ورئيس فرع جمعية فاس سايس السيد حسن سليغوة وعدد هام من رجال الفكر والثقافة والاعلام تم تكريم المبدعة الكاتبة الصحافية والطبيبةد غيثة الخياط نظرا لعطاءاتها في عدد هام من المجالات ،كما تم أيضا تكريم البرفسور مايكل بيرون المتخصص في الثقافة الامازيغية والكاتب في المجال السياحي والذي هيا أطروحة للدكتوراة حول الثقافة الامازيغة في أعالي جبال الأطلس المغربية ،هذا الرجل الذي يعشق الامازيغية والجبال الأطلسية والذي ختم كلمة شكره متحدثا باللغة الامازيغية قائلا إنا أعيش قي باريس ببذلة عصرية غير ان فكري وعواطفي امازيغية فانا عاشق لهذه اللغة . وبموازاة مع المحاضرات نظمت موائد مستديرة وقراءت شعرية ومعارض تعكس ما تزخر به الجبال الأطلسية والصحراء المغربية من فنون وصناعات خشبية وخزفية إلى جانب منتجات الزريبة والفن التشكيلي . أما ساحة باب المكينة ذلك الفضاء التاريخي الرائع فقد احتضن ثلاث سهرات فنية أحياها الفنان حميد القصري ومجموعة كزرانيج من بلاد الباسك والفنان رابح ماريواري والفنانة رشيدة طلال أما السهرة الختامية فقد أحياها الفنان عبد العزيز احو زار ومجموعة امد يازن باند . خاص بالصفحة الثقافية الصورة للمبدعة غيثة الخياط