سعيا إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتأكيدا على الانشغالات الاجتماعية، نظمت جمعية العمل الاستعجالي بشراكة مع جمعية النساء الناطقات باللغة الفرنسية ونظيرتهما الإخلاص لداء السكري، وبتنسيق مع الغرفة النقابية لصيادلة فاس، حملة طبية للكشف وإجراء فحوصات والتحاليل من أجل التدخل العاجل واتخاذ التدابير الإستشفائية اللازمة حسب نوعية المرض، الذي يصيب النساء، إلى جانب عمليات لقياس السكري والضغط الدموي والنبض. المبادرة الإنسانية، التي احتضنها مؤخرا مقر الجمعية الكائن بحي الأدارسة التابع لتراب مقاطعة أكدال، عرفت نجاحا كبيرا على كل المستويات، حيث عمل الفريق المتطوع من الجمعية، الذي ضم عدد من الأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات، على وضع تنظيم محكم مكن من استقبال أكثر من 300 امرأة في وضعية صعبة من مختلف الأعمار وحوالي 50 طفلا استفادوا بدورهم من بعض الفحوصات والأدوية بالمجان. هذه العملية الاجتماعية، التي تركت انطباعا ايجابيا لدى ساكنة المنطقة التي واكبت تقاطر النساء المستهدفات، شكلت فرصة للمواطنات اللواتي توافدن على الجمعية من مختلف أحياء المدينة، في رحلة بحث عن أيادي بيضاء تخفف عنها حدة المعاناة، حيث استقر بهن الحال بمقر الجمعية واستفدن من خدمات صحية لا يتيسر للكثيرات منهن ولوجها، لاعتبارات كثيرة، تحول دون تمكين هاته الفئة من النساء من الرعاية الصحية باستمرار، تزيد من تدهور صحتهن وقد يترتب عنها ظهور أمراض أخرى يصعب تغطية مصاريفها. وقد تم توزيع أدوية بالمجان على المستفيدين من هذه المبادرة تحت إشراف طاقم صيدلاني رفيع المستوى، الذي أكد للجريدة من خلال مها كنون وحكيمة بنموسى وزميلهما عبد السلام بوقليلة، أن كمية الأدوية المتوفرة لهذه العملية الإنسانية فاقت العدد المطلوب بفضل تضافر الجهود، وهي كافية لاستجابة كل الفحوصات التي قام بها الطاقم الطبي المتطوع. ومن خلال هذه العملية وسابقتها، حصرت الجمعية حجم النقص، الذي تعانيه هذه الفئة وغيرها من الأسر المعوزة، خصوصا في الأمراض التي تحتاج الى تخصصات والتي تحتاج الى أكثر من مبادرة وهي دعوة إلى كل الغيورين إلى الالتفات إلى معاناة المواطنين. من جانبه، صرح الدكتور جواد عمور رئيس جمعية العمل الاستعجالي للجريدة، أن الحملة الطبية، في حد ذاتها، تهدف إلى المساهمة في تقريب الخدمات الطبية للفئات “المحتاجة” لاسيما النساء منها اللواتي في وضعية صعبة، مشيرا أن عمل الجمعية لا يقتصر على فئة معية بل يمتد إلى مساعدة كل الأشخاص المعوزين، الذين لم يسعفهم الحظ في استفاد من التغطية الصحية التداوي من بعض الأمراض المزمنة والمكلفة، حيث تتدخل الجمعية وقتها وبفضل المحسنين وتتكفل بمصاريف ما يتطلبه العلاج، من فحوصات وتطبيب وعمليات جراحية.