يبدو ان زمن الفزاعة القشية و “الحياح” التقليدي المأجور الذي يقوم بتخويف أسراب الطيور التي تقصد حقول المحاصيل لإرغامها على تغيير الوجهة الى آفاق أخرى للبحث عن قوت يومها قد ولى، وذلك بعد الاختراع الذي توصل إليه السيد احمد زكاغ الذي عرض في المعرض الفلاحي الدولي الاخير بمكناس فزاعة تشتغل بواسطة نظام مبرمج يجمع بين الحركة والصوت ، وانعكاس أشعة الشمس ، وهي دمية مجهزة بكاميرا في عينيها من الجيل الثالث تمكن صاحب الضيعة من مراقبة محصوله عن بعد .. يقول السيد زكاغ الذي يهوى الاختراع بعد تكوين في الالكترونيات عن هذا الاختراع بأنه ” سيملأ فراغا في محاربة الطيور المضرة بالمحاصيل التي لم تجد الأساليب التقليدية نفعا في محاربتها ، فضلا عن تكلفتها بحيث كان المزارع يكتري” حياحة” باجر يومي للقيام بتلك المهمة ...فالمزارع الآن يشكو من هدر محصوله بعد تعرضه لغزو الطيور وخاصة “الزاوش” الذي ينتقل في أسراب متعددة يستهلك الحبوب ويعيب الفواكه ويضيف صاحب الاختراع بأنه حسب دراسة فان ربع المحصول تستهلكه الطيور. ويعتبر هذا الاختراع صديقا للبيئة لكونه يشتغل بالطاقة الشمسية . ويبدو من خلال زوار المعرض ان هذا الاختراع جلب اهتمام عدد كبير من المزارعين الذين أتوا من مناطق مختلفة للسؤال عن تفاصيله وتكلفته التي يقول عنها المخترع بأنها في المتناول لان صنع هذه الفزاعة لن يتطلب إمكانيات تكنولوجية مكلفة وان كان إخراج الفكرة الى الوجود تطلب مدة سنتين لإيجاد نظام تحريك الأذرع ببطارية صغيرة بالموازاة مع الصوت المفزع الذي تطلقه سماعة أذني الفزاعة... وتجدر الاشارة الى ان للسيد احمد زوكاغ اختراعات أخرى مسجلة حصل ببعضها على جوائز وطنية ودولية ومن اهم الاختراعات المتوجة: نظام يحول قطرات ماء المكيف الهوائي الى بخار ويقتصد في الطاقة عصا بيضاء للمكفوفين مزودة بنظام يحدث رنينا بمجرد التقرب من بركة ماء ويشعر صاحبها بالانتقال من مكان مظلم الى آخر مضيء وحاز المخترع الجائزة الاولى في المباراة الوطنية للاختراع سنة 2008 و ميداليتين فضيتين بالمعرض الدولي للاختراعات بجنيف 2009 وأخريين بالكويت سنة 2010 وجائزة ثانية في المباراة الوطنية سنة 2010 ولحد الان لم يجد السيد احمد زكاغ محتضنا أو داعما لاختراعاته بل ان تكلفة أبحاثه وتنقلاته من ماله الخاص ... عبدالسلام يونس