عندما تمتلئ سنابل القمح إيذانا باستقبال موسم الحصاد، تقبل الطيور بنهم على التقاط الحبوب الموجودة بداخلها، مسببة بذلك خسائر هامة تدفع الفلاحين أحيانا إلى مراقبة حقولهم بكيفية متواصلة ورش مبيدات مضادة للطيور، أو ابتكار مجموعة من الأساليب التي قد تحول بصعوبة دون فقدان كميات هامة من هذه المحاصيل. وتظل "الفزاعة" أو "رجل القش" أفضل وسيلة تتيح للفلاحين منع الطيور التي تقتات على البذور، لاسيما طائر الدوري، من الاقتراب إلى حقولهم، غير أن هذا الأسلوب التقليدي الضارب في القدم لم يعد يؤتي أكله كما في السابق، اعتبارا لشساعة المساحات المزروعة وتكاثر أعداد هذه الطيور واستئناسها ب` "رجل القش" الذي لم يعد يخيفها كما في السابق. ولعل هذا المعطى هو ما حذا بالمخترع الشاب، أحمد زكاغ، إلى التفكير في ابتكار "فزاعة" عصرية تعمل بالطاقة الشمسية وتشتغل وفق نظام للتحكم عن بعد، يتيح للفلاحين إلى جانب إفزاع الطيور ومنعها من الاقتراب إلى محاصيلهم، تفقد حالة المزرعة بفضل كاميرا متطورة مثبتة على مستوى عيني الدمية، التي لا تظل جامدة في مكانها على غرار نظيرتها المصنوعة من القش. + "رجل قش" آلي مزود بثلاثة أنظمة تحول دون اقتراب الطيور من حقول الحبوب + انطلاقا من معرفته بأن الطيور المهددة للمحاصيل لم تعد تخاف بسهولة، حرص المخترع الشاب، أحمد زكاغ، خلال ابتكاره لهذه "الفزاعة"، على تزويدها بثلاث أنظمة متكاملة تحول دون اقتراب الطيور من حقول الحبوب، وهي على التوالي، مولدات للصوت تصدر أصواتا مرتفعة وحادة، وأسطوانات عاكسة للضوء مثبتة على جسم الدمية إلى جانب يدين تتحركان بكيفة سريعة ومتكررة. ويقول هذا المخترع الشاب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته ضمن فعاليات الدورة السادسة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إن ابتكار "فزاعة" إلكترونية تعتمد ثلاثة أساليب لإخافة الطيور في نفس الآن، والتي تتمثل في الحركة المباغتة والصوت الحاد والضوء المعكوس، يروم جعل هذه الأداة أكثر قدرة على منع الطيور من الاقتراب إلى حقول الحبوب، مشيرا إلى أن اشتغال "الفزاعة" بالطاقة الشمسية انطلاقا من ربطها بصفيحة تلتقط أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية، يجعلها ضئيلة التكلفة وغير مضرة بالبيئة. وأوضح زكاغ أن هذه "الفزاعة" التي يبلغ طولها مترين، تمكن مالك المزرعة من مراقبتها بكيفية مستمرة، وذلك بواسطة نظام للتحكم عن بعد وكاميرا من الجيل الثالث مثبتة على مستوى عيني الدمية، تتيح له معاينة الحقل وتفقد وضعيته من دون تكبد عناء التنقل. ويمكن توظيف هذا الابتكار - يضيف زكاغ - في استعمالات أخرى، تتمثل على الخصوص، في تنظيم المرور بكيفية أوتوماتيكية وتقديم الإرشادات على مستوى الفنادق والمحلات الكبرى، مضيفا في هذا الصدد، أن هذه "الفزاعة" تظل قابلة للتعديل والتطوير تماشيا مع نوعية المهام والوظائف المستعملة فيها. + أحمد زكاغ... مخترع مغربي شاب تحذوه رغبة عارمة في إخراج ابتكاره إلى حيز الوجود + يعتبر المخترع الشاب، أحمد زكاغ، مشاركته في فعاليات الدورة السادسة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، فرصة مواتية لإخراج ابتكاره الجديد إلى حيز الوجود وتقديمه للفلاحين ومهنيي القطاع الذين عبروا عن إعجابهم ب`ه وعن رغبتهم في امتلاكه انطلاقا من قناعتهم بوظائفه وجدوى استعماله. وبعد استعراضه لأهم الجوائز التي حازها وطنيا ودوليا من خلال مشاركته بمجموعة من الاختراعات الأخرى، حرص زكاغ على تأكيد معنوياته العالية وعزمه على تطوير هذا المنتوج المغربي مائة بالمائة، لاسيما بعد تقديمه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال افتتاح جلالته لفعاليات المعرض في دورته السادسة. وشدد من جهة أخرى، على أنه قام بابتكار النموذج الأولي لهذه "الفزاعة" انطلاقا من وسائل بسيطة، ومن ثم فإن النموذج الصناعي في شكله النهائي القابل للاستعمال من طرف الفلاحين، يتطلب استثمارات هامة ودراسات معمقة. يبقى أن هذا الاختراع المغربي الذي من شأنه تطوير مردودية قطاع الحبوب في المملكة، يستدعي اهتماما أكبر من طرف المسؤولين والمهنيين والخبراء بالقطاع الفلاحي، في أفق جعله علامة مميزة وقيمة مضافة للقطاعين الفلاحي والصناعي بالمغرب.