متابعة عبدالسلام يونس مشاهد واراء من المهرجان اليوم الاول افتتحت فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة يوم الجمعة 13 يونيو بتجسيد شعاره منطق الطير لفريد الدين العطار كان العرض من إخراج الدكتور فوزي الصقلي وليلى الصقلي بنموسى وترأسته الأميرة للاحسناء. أثثت خشبة مسرح باب المكينة بشجيرات نخيل وزيتون وقصب لتوحي بفضاء طبيعي للطيور حيث كان الهدهد يتهادى بين خمائله يشهد على رحلة البحث عن ملك الطائر السيمبرغ العجيب …كانت أمسية وفية لتقليد المهرجان الذي يفتتح فعالياته بعروض المسرح الغنائي …. اليوم الثاني صباح يوم السبت 14 يونيو بمتحف البطحاء التام محاضرون من المغرب وخارجه ليناقشوا السياسة حسب نلسون مانديلا حيث اعتبر هذا الأخير رمزا للنضال والالتزام واحترام الكلمة وقارنته السيدة بريزا خياري بالأمير عبدالقادر بالجزائر موضحة بأنه رغم اختلافهما في المرجعية الثقافية والدينية والكيفية فانه يجتمعان في قيم الإنسانية أهمها التسامح بعد المقدرة رغم اشتراكهما في الانتماء القبلي وكانت التدخلات مشيدة باختيار نلسون مانديلا لمزية شخصيته وقدرته على تجاوز الماضي المرير والانطلاق نحو المستقبل بالعفو على خصومه بدل البحث على إزالة أعداءه من طريقه.. إذن ثمة دروس كثيرة مستقاة من دراسة هذه الشخصية على غرار الأمير عبدالقادر وآخرين من المغرب كالأمير الخطابي في المغرب ايضا وفي دردشة مع السيدة باريزا الخياري نائبة رئيس مجلس الشيوخ بفرنسا عن حزب الاشتراكي أكدت لتازة اليوم بأنه أن الأوان للمجتمع المدني للأخذ بزمام الشأن العام مؤيدة علاقة الروحي بالسياسي لأنهما متلازمان لتحقيق المصداقية وعن سؤال دور الشباب أصرت على انه كان حريا بالجامعة توقيف أنشطتها أيام المهرجان للانخراط في نقاش روح فاس الذي يجب ان يصل الجميع .. اليوم الثالث تناول المحاضرون موضوع التعدد الثقافي بمشاركة احد الفعاليات الامازيغية لمنطقة تنبوكتو من الطوارق (حاورته تازة اليوم سينشر لاحقا ) إذا كان أستاذ الفلسفة بفرنسا علي بن مخلوف قد ابدى نوعا من الصرامة في مقاربة الموضوع رافضا كل إقصاء مباشر او غير مباشر معتبرا بان المرأة التي تسال عن رقم الحافلة التي تريد استقالتها إقصاء لترك هذه السيدة فريسة للامية داعيا إلى الانطلاق مما هو واقعي فالإقصاء أكثر وضوحا في المدن لأنه مرئي في ظل المرحلة الجديدة التي يعيشها العالم والمرتكزة على التمدن وظهور المدن الكبيرة فالإقصاء مختلف الأبعاد اقتصادي اجتماعي وسياسي مندهشا لما ذهبت إليه الأستاذة سلاماتو من النيجر التي صرحت بان الكتب ليست مصدر المعرفة المطلقة بل إنها تجفف القلوب قبل ان تستدرك بعد تدخل بن مخلوف بأنها كجامعية لا يمكنها نكران فضل الكتب لكنها تؤكد فقط بان المرأة عند الطوارق وفي البوادي تعرف إدارة شؤونها رغم أميتها ..والملاحظ في هذه الصبيحة إطلاق مسير الجلسة العنان لمختلف التدخلات وكانت الباحثة أمينة من فرنسا الجزائرية الفاصل قوية عندما تحدثت عن عودة الفلاسفة إلى الروحي متسائلة عن اثر الدراسات حول أعلام الأندلس ملاحظة بان المثقفين قاموا بإخفاء التراث المشترك . وكان تدخل سيدة اخرى لافتا عندما أثارت موقع فرنسا من مبادئ ثورتها العتيدة في ظل ما نشاهده ألان من تفرقة عنصرية ودينية مست حتى المرافق الاجتماعية كالمستشفيات وتساءل آخر عن الحد الفاصل بين الإنسان المتحضر والمتوحش فالمسالة عنده مرتبطة بالعيش معا في مجتمع يضمن التربية والصحة على الأقل وإدخال مستوى معين من الحكمة وتساءلت سيدة عن صدى روح فاسبفرنسا التي نقوم فيها بمصادمة الثقافات والهويات والديانات لأغراض براغماتية بدل التركيز على المشترك الإنساني المتمثل في الدم والأصل والإنسانية والمصير المشترك لهذا الكوكب … وختاما يرى احد المحاضرين بان القوة الاقتصادية ستبقى هدامة في انتظار ظهور سياسي كبير سيعمل على بلورة معايير زواج بين السياسي والروحي وسالت الأستاذ علي بنمخلوف في الأخير عن أي دور للروحانيات انطلاقا من موقفه القوي فقال بان الروحانيات بدل ان تكون احتفالية وتخفي الحقائق يجب ان ترافق كل الجهود لمراجعة الذات وتجاوز الاقصاء …… والى اصداء أخرى عبدالسلام يونس فاس