تنطلق مساء اليوم الجمعة الدورة العشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية في العاصمة العلمية للمملكة المغربية. وقال منظمون إن الدورة التي تستلهم "منطق الطير" للشاعر الفارسي المتصوف فريد الدين عطار تتضمن بالإضافة إلى الموسيقى والفن ممثلا في نخبة من نجومه العالميين لقاءات فكرية وثقافية تصب كلها في"روح فاس" التي تدعو إلى التسامح وحوار الحضارات. وقال فوزي الصقلي مدير المهرجان إن استلهام هذه الدورة من المهرجان "لمنطق الطير هو لاستحضار المغامرة الإنسانية للاجتماع وللتبادلات والصراعات والتأثيرات..ولسفر الثقافات." وكان عطار -الذي عاش قبل تسعة قرون- قد ألف منظومة منطق الطير في 4500 بيت موضوعها بحث الطيور عن الطائر الوهمي "سيمرغ". وقال الصقلي "إنها مغامرة لروح البشرية والسعي من أجل المعنى بلغات متعددة تضاء أحيانا ببعض النفحات النورانية الكونية" قبل ان يتساءل "هل يمكن لهذا الجمع أن يلتقي بنفس الأفق... هذا النداء هو جوهر مهرجان فاس." ويحضر فنانون مثل الفرنسي الإيطالي روبيرتو الكانا يشاركه في الغناء "مشروع خوري" من فرنسا والمؤلف من الإخوة الثلاثة إليا وأسامة وباسل خوري. ويعتمد مشروع الأخوة خوري على المزج بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الفلامنكو. كما تقيم "رقية تراوري" من مالي ليلة من ليالي مهرجان "الموسيقى العالمية العريقة" الذي يسدل الستار عليه في 20 من هذا الشهر. واستطاعت هذه الفنانة ان تفرض عالميتها عن طريق مزج موسيقى بلدها الإثنية بموسيقى البوب والروك العالميتين. كما يحضر يوسوندور من السنغال ويشاركه الغناء الفنان الجنوب الإفريقي جوني كليغ في تكريم لنلسون مانديلا. وتشارك أيضا لوزميلا كابريو من بوليفيا وبارديك ديفاس من آسيا الوسطى والفرنسية فرنسواز اتلان وليور المالح في سهرة موسيقية أندلسية يهودية عربية ووصيف الدين دجار من الهند والفنان العراقي كاظم الساهر. وستكون فرقة الهوت ايت براس بوند من شيكاغو ضيفة شرف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وبخصوص الندوات الفكرية المخصصة لتكريم الزعيم الجنوبي الإفريقي الراحل نلسون مانديلا ستناقش "السياسة وفق منظور مانديلا" و"المجتمعات المتعددة الثقافات وتحديات العيش جنبا إلى جنب" و"المغرب وتحديات التنوع" وهل "يمكن انتاج نموذج من نلسون مانديلا بالشرق الأوسط" و"المقاولة والقيم الروحية." كما يتضمن المهرجان فقرات من الموسيقى المفتوحة على المدينة في وجه العموم ضمن ما يطلق عليه "المهرجان داخل المدينة" هو الآخر "بين التقاليد الموسيقية العريقة والموسيقى الروحية والموسيقى العالمية." ويشمل مجموعة تخت عربي عزيز لواء ورقصة احيدوس وبدر رامي من سوريا وموسى دينغ كالا من السنغال وجيل جيلالة من المغرب بالإضافة إلى مغنيين ومنشدين متصوفة مغاربة وأجانب.