حط قطار الموسيقى العالمية العريقة في محطته العشرين، هذه المحطة التي تنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس تحت شعار منطق الطير في الفترة ما بين 13و21 يونيو 2014 بعدة فضاءات مميزة بفاس (متحف البطحاء، باب المكينة، دار التازي، جنان السبيل في حلته الجديدة، ودار عديل، ودار المقري). فعندما تسافر الثقافات بعشرين سنة من الرحلات الموسيقية، والوصلات الراقصة عبر ثقافات وتقاليد العالم التي تمظهرت بشكل عميق أثناء الحفلات والمعارض الفنية والندوات الفكرية، فهذا يدعو إلى اكتشاف عوالم موسيقية من الطراز الرفيع، مقترحة عبور سبع لوحات وسبعة ألوان وسبع رحلات ثقافية... بهذه العبارات افتتح الدكتور فوزي الصقلي مدير المهرجان، الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا بأحد الفنادق الكبرى بفاس، بحضور نائب رئيس مجلس جهة فاس بولمان لحسن رفيع، والحسن سليغوة رئيس بلدية المشور فاس الجديد وحضور حشد غفير من المراسلين والصحافيين في الإعلام المكتوب والسمعي البصري، وعدد كبير من المهتمين وجمعيات المجتمع المدني وكل الفاعلين في هذا المهرجان. وأضاف الدكتور فوزي بأن الدورة 20 من المهرجان ستكون حافلة بالغناء والموسيقى والرقصات التراثية بصيغة قصصية، وعروض مسرحية تسمح بولوج وتذوق وإدراك العوالم التي أنتجها المهرجان على مدى تلك السنوات. كما أنها تدشن إبداعا خلاقا ومرحلة جديدة وتشكل طموحا جديدا انطلاقا من حكاية صوفية من القرن الثالث عشر الميلادي، يروي لنا فريد الدين العطار، كيف قرر يوما طائر الهدهد، أن يجمع كل الطيور ليدعوهم إلى رحلة طويلة يلتقون في أعقابها مع ملك الطيور: "السيمرغ"، وهي الرحلة التي ستقودهم إلى عبور سبعة أودية، سبعة مقامات روحية يظهر فيها أحد الطيور مرافعة للطاووس وأخرى للببغاء وللعندليب والحجل وللصقر. وأضاف الدكتور فوزي الصقلي، بأنه خلال هذه الدورة أردنا أن نستلهم قصة العطار، لاستحضار هذه المغامرة الإنسانية على مستوى التلاقي والتبادل والصراعات والتأثيرات... وسفر الثقافات، إنها مغامرة تاريخ الإنسانية، وبحث عن المعنى بلغات متعددة تنار أحيانا ببعض الإشراقات الكونية، قبل أن تنمحي في مزيج اللغات والتأويلات والتصورات المتضاربة للعالم. وتطرق فوزي الصقلي إلى البرنامج المفصل لهذه الدورة، والذي يتضمن الحفلات داخل فضاء باب المكينة والتي تنطلق كل يوم ابتداء من الساعة التاسعة ليلا عدا يوم الأربعاء الذي هو يوم راحة كما جرت العادة بذلك، حيث يتم الافتتاح الرسمي للمهرجان يوم الجمعة 13 يونيو بباب المكينة بإبداع مبتكر لمهرجان فاس: منطق الطير أو عندما تسافر الثقافات وهو تصور متبكر.... بإدارة فنية لليلى بنموسى وفوزي الصقلي وإخراج ثيري بوكيت وبتوزيع موسيقى لأراش ساركيشيك، يلي الافتتاح، إبداع ميديتيراني لروبيرتو ألينا من فرنسا، و يوسوندور وجون كليغ من السينغال وجنوب إفريقيا تكريما لنلسون مانديلا. وسيكون عشاق الفن الأصيل يوم الخميس 19يونيو، على موعد مع السهرة الأندلسية العربية الكبرى بمشاركة سيفارادية ومحمد بريول وكبار منشدي السماع مع فرانسواز أتلان وليور المالح، وقبل الاختتام سيحيي الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر حفلا متميزا بباب المكينة، وهي مناسبة للمزيد من الاستكشاف لهذا الصوت الرخيم الرائع الذي ظل ولايزال يصدح من أعماق روحه بكلمات قوية ومؤثره في المواطن العربي من المحيط إلى الخليج. وستتختم الدورة العشرون بحفل ساهر لبودي جي لوجاند من الولاياتالمتحدةالأمريكية وستكون ضيفة الشرف فرقة الهوت أيت براس بوند: من شيكاغو بلوز إلى نيواورليون جاز. وتحدث الدكتور فوزي الصقلي عن مهرجان ليالي المدينة العتيقة، التي تعتبر سفرا موسيقيا وأندماجيا في قلب مدينة فاس العريقة، وفي داخل دورها التاريخية (دار عديل، دار المقري) من خلال الفرق الصوفية، حيث سيلتقي وانغ لي والشعراء الأمازيغ أنفاس الأطلس وقيثارة الصين (المغرب - الصين) والجوق الموسيقى الديني افرايم من هنغاريا والمجلس الثلاثي من فرنسا ومجموعة ألتان من إيرالندا وخليل نقولا من فلسطين وتوماتيتو سيكستيت بمشاركة عمر بوتما زوغت (المغرب -إسبانيا) وفن الملحون وفن فاس ومكناس (نهيلة القليعي) وذاكر حسين، رائد فن الطبلة من الهند وموركاز باسي من إسبانيا. وعن المهرجان في المدينة بدار التازي، حيث الحفلات الليلية ابتداء من الساعة العاشرة والنصف مساء، الخاصة، الليالي الصوفية، السماع وباب أبي الجنود، حيث يقدم المهرجان لسكان مدينة فاس والمغرب وخارجه مجموعة من الحفلات المجانية في عدد من الأماكن الشعبية. وموازاة مع هذه الحفلات الموسيقية المتنوعة، هناك المنتدى الدولي الذي يحمل عنوانا عريضا حول أصفاء الروح على العولمة، ثقافات وهويات في طور التحول، وهو موعد محوري في المهرجان يجمع على نحو خاص بين المنظورات السياسية والعلمية والفنية والثقافية والروحية ويتيح للمشاركين والرواد والمهتمين على حد سواء، في رحاب حدائق متحف البطحاء الأندلسية البهية، إمكانية التفكير في مجمل المواضيع التي تشغل بالنا جميعا في الوقت الحاضر، وربطها بالتأمل الفلسفي والروحي الشامل، وسيعالج المنتدى مواضيع السياسية من منظور فلسفية منديلا، ومجتمعات متعددة الثقافات وتحديات التعايش، والمغرب ورهانات التنوع، وهل يمكن إنتاج نمودج ما نديلي بالشرق الأوسط؟ ومنطق الطير، ومن خلاله سيتم تقديم كتاب فريد الدين العطار. رئيس بلدية المشور فاس الجديد، حسن سليغوة، نوه بالمجهودات التي تبذلها اللجنة التنظيمية لإقامة هذا المهرجان الضخم والناجح والذي أعطى لفاس دفعة قوية وزادها إشعاعا من خلال مشاركة فنانين كبار من العيار الثقيل، حيث حيا كل المساهمين والمنظمين. وتحدث بعد ذلك عن النسخة الثانية من السباق على الطريق، الذي ينظم على هامش المهرجان، مؤكدا أن الدورة الأولى لاقت إقبالا منقطع النظير، وأنه يراهن على الدورة الثانية، لتكون أكثر نجاحا من خلال تأكيد مشاركات عدد من الأبطال العالمين المغاربة كنوال المتوكل والسكاح ورشيد لبصير ونزهة بيدوان، ودعا الجميع إلى الانخراط في هذا السباق ليحقق أعلى نسبة من المشاركة خصوصا وأنه يضفي الروح الرياضية على الروح الفكرية والفنية المهرجان. من جانبه أكد لحسن رفيع، النائب الأول لرئيس مجلس جهة فاس بولمان على أن المهرجان هو ملك لفاس وجهتها وأن المجلس بكل مكوناته يدعم هذا المهرجان لأنه تشريف للملكة المغربية، وأن المجلس لن يدخر أي مجهود للمساهمة بقوة في كل فعاليته. أسئلة الصحفيين والمراسلين والمهتمين، انصبت على بعض الجوانب المتعلقة بالتنظيم والمشاهدة وتنوع فقرات هذه الدورة، وقد أكد فوزي الصقلي على أن المهرجان هو ملك لفاس ولكل ساكنتها، وعلى الجميع أن يساهم لإضفاء العمل الجماعي على كل فعالياته، مشيرا إلى أنه كمدير للمهرجان، يستمع إلى كل وجهات النظر والآراء، ويعمل على تطبيقها تحقيقا لما يرغب فيه كل الفاعلين من مشاركين ومنظمين وزوار وذكر بأن السهرات الخاصة بالعام الماضي حشدت 800.000 متفرج بحفلات باب المكينة وإن منتدى فاس من أجل روح العولمة شارك فيه أزيد من 1600 مشاركة ومشارك و15000 شخص تنقلوا بدورهم إلى متحف البطحاء من أجل حضور حفلاته، أما حفلات ليالي المدينة فعرفت حشد 10.000 شخص من رواد المهرجان. وهو ما يعني حضور ما يقارب 700.000 شخص خارج أسوار المدينة.