محمد بوهلال ع خالد فونونو لو كان مؤلف كتاب منطق الطيور الصوفي الفارسي فريد العطار حيا وشاهد رحلة طيوره في البحث عن طائر السيمرغ الذي مسرحها المبدع د فوزي الصقلي والفنانة ليلى الصقلي بنموسى لصفق طويلا كما فعل الآلاف من الجماهير العريضة التي حجت من أنحاء العالم لحضور فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة في دورته العشرين تحت شعار عندما تسافر الثقافات والتي انطلقت فعالياته يوم 13 يونيه الجاري بحضور سمو الأميرة للاسلمى بفضاء باب المكينة الذي يمثل رمزا حضاريا وبصمة علمية ترمز لتطور صناعة الأسلحة في عهد السلطان الحسن الأول . كل الأشياء التي اثنت مسرحية منطق الطيور كانت متناغمة ومنسجمة انسجاما جعل الحاضرين يعيشون مع اللوحات الفنية بأحاسيسهم ومشاعرهم . كانت اللوحة الأولى لمجموعة من الرياضيين من مدينة سلا الذين شخصوا رموز كتاب منطق الطيور ،حيث كان العرض الحي عبارة عن عرض موسيقي متعدد الثقافات وتركيب فريد يمزج بين الأغاني والرقصات التراثية واللوحات المسرحية وفن السينما والكوريغرافيا والشعر بهدف تمثيل رحلة ثقافية روادها سبعة طيور سالكين الطريق الصعب للبحث الباطني على أمل لقاء ملكهم العجيب السيمرغ ،والكتاب الممسرح عبارة عن حكاية طائر الهدهد الذي أصبح رسول امة الطيور لدعوتهم للقيام برحلة شاقة عبر سبع أودية التي شكلت عناصر المسرحية بسبع لوحات فنية تألقت في أداء أشعارها بعدد من اللغات من بينها العربية والعبرية والفرنسية والفارسية المطربة اللبنانية الرائعة عبير النايم التي تألقت غناء ومسرحا واستطاعت أن تشد إليها الأنظار على امتداد ساعتين تقريبا . العرض يختزل محور الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة و هو عبارة عن إبحار حضاري يختزن حوار الثقافات ويبحر في مجموعة من الدول والقارات والمقامات الصوفية والأرواح الجماعية التي تبحث عن الأفضل لكن في بعض الأحيان تواجه الرموز الاسوا في غمار رحلة التغير والتحول أنها سبعة مقامات روحية تشكل برهانا ومناسبة لبلوغ درجات معرفية جديدة عبر سبعة أودية في كل واد يكشف احد الطيور لونا ثقافيا عبر لغة موسيقية وشعرية ،لتنتهي الرحلة الصوفية في اللوحة السابعة إلى مقام الاستنفاد أو الفناء مرورا بمقام الحيرة ومقامات أخرى حيث تتخلص الطيور من الذات الفردية لتجد أمامها الذات الجماعية حيث سيظهر تصميم رائع لطائر عملاق السيمرغ أبدعته السيدة عزيزة الشاوني تحط حوله الطيور المهاجرة في رحلتها الأخيرة ويتحلق حول المجسد اكثر من 70 موسيقي ومطرب ينتسبون إلى دول البحر الأبيض المتوسط واسيا وأمريكا اللاتينية حيث يرددون قطعة موسيقية بعدد من اللغات التي صيغت في المسرحية التي أخرجها الفنان الفرنسي السيد تيري الذي أبدع في تحويل السيناريو إلى لوحات فنية .